رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعجبني قصة خيالية قيلت عن فلك نوح. كان فيه ثمانية أفراد: نوح وزوجته، وأولاده الثلاثة وزوجاتهم الثلاث.. ولكن.. قيل أن هناك تاسعًا كان في الفلك، وكان يدير دفته.. ولولاه ما خلص الفلك. هذا التاسع هو الله. نعم، هل يُعْقَل أن يكون نوح قد دخل الفلك دون أن يدخل الله معه؟! لا شك أن العناية الإلهية هي التي تقودنا. بدونها لا يمكن لذراعنا البشرى أن يعمل.. نحن نغرس، ونسقى. ولكن الله هو الذي ينمى. إذن ليس الغرس شيئًا، ولا الساقي، بل الله الذي ينمي" (1كو 3: 7-9). لوط لو لم ينقذه الملاكان، لهلك في سدوم.. لقد أمسكا بيديه، وكانا يدفعانه عندما يتوانى، ويعجلان بخروجه.. دانيال لو لم يرسل الله ملاكه ليسد أفواه الأسود، لضاع في الجب. ولولا ملاك الله لبقى بطرس في السجن. لذلك لا تركز تفكيرك في ذاتك، وفى مواهبك وقدرتك وفهمك، وفي إرادتك وعزيمتك وتدابيرك، وخبرتك وطهارتك. خف جدًا لئلا تكون معتمدًا على ذراع بشرى.. جاهد، ولكن ليس بمفردك.. واعمل، ولا يعتمد على عملك. وفكر، ولكن "على فهمك لا تعتمد" انظر إلى لمبات الكهرباء: قد تكون قوية وجميلة، ومن أجود الأصناف، وكذلك أسلاكها جيدة، وتوصيلاتها سليمة. ولكن إن لم يسر فيها التيار، فلن تضيء، كذلك أنت.. هناك آية أحب أن تضعها أمامك باستمرار، كشعار وهي: "إن لم بين الرب البيت، فباطلًا تعب البناؤون. وإن لم يحرس الرب المدينة، فباطلًا سهر الحارس" (مز 127: 1). صحيح يجب أن تعمل مع الله. هو يبنى. وأنت تناوله الطوب والحجارة والمونة، أو أنت تكون حجرًا صالحًا في يديه. ولكن لا تظن أنك أنت الذي تبنى حياتك، وحدك، بدونه، استمع إلى بولس الرسول، هو يقول "استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني". إنه يستطيع كل شيء، ولكن ليس وحده، بل في المسيح الذي يقويه. وإن لم يقوه المسيح، لن يستطيع شيئًا. لذلك نحن في الترتيلة نقول له "امسك يدي وقدني". قل له يا رب أنا بدونك لا استطيع شيئا. قدني أرشدني. "علمني يا رب طرقك، فهمني سبلك"، "افتح عيني الغلام ليرى "أعطني القوة والمعونة. اعمل في ضعفي. |
|