اذ ذاك تتكلم بعظائم الله وتصبح بدورك إنجيلا حيّا اذا نظر الناس اليه يحيون. هذا هو الشيء الفريد في المسيحية، ولعله الوحيد فيها، أن الله في المسيحية صار إنسانا وأخذ يتصرف. قبل ذلك كان الناس يذهبون إلى الله عن طريق الأنبياء. كانوا يحسبون الله فوق، في السموات بعيدا. لم يكن بينهم. كان فوقهم. كان يتحدث هو عن نفسه بكلمات. ولكن لما صار الكلمة جسدا “وحلّ فينا ورأينا مجده، مجد وحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا” (يوحنا ١: ١٤)، عندئذ أخذنا نرى الله في الجسد يأكل ويشرب ويتصرف على صعيد البشر ومعهم، وهو إليهم وهم اليه بالحب. ثم هذا الإله المتجسد مات وقُبر وقام في اليوم الثالث حتى نسمو نحن به ونستنير.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)