رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القس بيشوي فايق
يرسل البعض لنا رسائل مجهولة المصدر. مضمون هذه الرسائل واحد تقريبًا وهو: "أن العذراء قد ظهرت لأحد الأشخاص (مجهول الشخصية) وكلفته إبلاغ الناس بقرب مجيء الرب يسوع المسيح، ثم يأمر المُبلغ المرسل إليهم بضرورة نسخ هذه الرسالة، وإرسالها لعدد 20 شخصًا، ثم يذكر الراسل عقوبات لمن لا يطيع أمره بإبلاغ الرسالة للآخرين، ومكافآت لمن يطيع أوامره"، ما موقفنا من تلك الرسائل؟ الإجابة: أولًا: فكرة الرسائل تهدف الرسائل لترويج أفكار عقائدية غير أرثوذكسية من خلال نشرها لأكبر عدد ممكن، وذلك بإصدار أوامر باسم العذراء القديسة المحبوبة، والمكرمة جدًا عند شعبنا الأرثوذكسي. وقد استخدم ناشر الرسالة أسلوب التهديد والوعيد ليضمن انتشار أفكاره لأكبر عدد ممكن من الناس. وغالبًا ما يتخذ من فئة صغار السن هدفًا لترويج ونشر أفكاره. ثانيًا: العقائد الخاطئة التي تضمنتها الرسالة 1- استغلال رصيد حب العذراء في قلوبِ الناس بطريقة خاطئة. 2- المفهوم المادي للبركة واللعنة. 3- الاهتمام الكبير بالوعود المادية (الطعام البائد). 4- ادعاء معرفة ميعاد المجيء الثاني للرب. 5- استخدام قول الكتاب "الرب قريب" بطريقة خاطئة. 6- ادعاء الراسل النبوءة، وأنه صاحب إعلان سماوي. 7- الاعتماد على أسلوب التهديد والتخويف. 8- استعمال أسلوب التسلط والتخويف. 9- الاعتماد على أسلوب الإغراء والوعد بالمكافآت المادية. 10- بث مفاهيم خاطئة عن الله، وأمه العذراء القديسة مريم. ثانيًا: تفنيد ضلال المعتقدات الخاطئة على ضوء تعاليم الكتاب المقدس * استغلال رصيد حب العذراء في قلوب الناس بطريقة خاطئة. فكرة تقديم خدمة باسم العذراء القديسة أو لأجلها فكرة تبدو جيدة، لأنها تحمل في مضمونها حبًا للعذراء القديسة أم ابن الله، لكن الكتاب المقدس يعلمنا أن ما يسر العذراء، أو أي قديس آخر هو صنع مشيئة الله، وذلك كقول العذراء: "قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ" (يو2: 5). إن التقرب لله وإرضاءه لا بُد أن يكون وفق المبدأ الإنجيلي الذي أرساه الرب القائل: "لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي" (مر3: 35). لذلك يجب علينا أن لا نغتر بما يردده البعض قائلين: "أن العذراء أو أي قديس آخر يريد منا خدمة"، لكن علينا أن نبحث، ونفحص أولًا هل هذه الخدمة حسب مشيئة الله أم لا؟ لأن إرضاء الله يجب أن يكون أولًا قبل كل شيء، وصنع مرضاته أيضًا هي سرور القديسين. * المفهوم المادي للبركة واللعنة صاحب الرسالة يشجع على نشر رسالته بتقديم حوافز تتمثل في سماع خبر مفرح جدًا بعد خمس دقائق فقط من تنفيذ أمره، ويهدد بتعاسة للمخالفين له. إن الاعتقاد بأن كتابة رسائل للعذراء، ونشرها يجلب النفع المادي للإنسان، وأن عدم فعل ذلك يجلب عليه ضررًا هو ارتداد لأزمنة العهد القديم التي تركز على انتظار، وطلب البركات المادية. أما العهد الجديد فقد وضع الوحي الإلهي أمام عيوننا أهمية نوال البركات الروحية السماوية، كقول الكتاب: "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ" (أف1: 3). * الاهتمام الكثير بالجسد والماديات (الطعام البائد) يروّج صاحب الرسالة لمبدأ الانشغال بالأمور المادية وطلبها، والتثقل بالهموم العالمية، وذلك بالتخويف من مصائب قادمة في حالة عدم الطاعة للراسل، أو بالإغراء بمكافآت مادية في حالة الخضوع للراسل. إن أولاد الله يثقون في محبة الله لهم وفي تدبيره كل أمور معيشتهم واحتياجهم. لقد علمنا الرب يسوع عدم الانشغال بالأمور الجسدية، لأنه متكفل برعايتنا، وتدبير حياتنا. أما البركات السمائية وملكوت السماوات فهي الأهم والأنفع لنا، لذا يجب علينا أن ننشغل بطلب السماويات على الدوام، لأنها لن تُعطي إلاَّ لمن يطلبها بلجاجة كقول الكتاب: "فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا أُمَمُ الْعَالَمِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ. بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (لو12: 30- 31). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سقوط قذيفة مجهولة المصدر فى العريش |
الزراعة ضبط 40 ألف عبوة مبيد مجهولة المصدر |
اللحوم المفرومة مجهولة المصدر تصيبك ب |
رصاصة مجهولة المصدر تغتال حياة طفل |
سقوط قذيفة مجهولة المصدر |