رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذين يبكرون أنا أحب الذين يحبونني، والذين يبكرون إليَّ يجدونني. عندي الغنى والكرامة. قنية فاخرة وحظ ( أم 8: 17 ،18) من سفر الجامعة 13: 4 نفهم أن من عادات العصفور الواضحة هو أن يستيقظ مع أول ضوء، مع بداية بزوغ الشمس. وأنه يستقبل هذه الإشراقة بألحان عذبة تخرج من فمه الصغير، وكأنها أنشودة حمد صاعدة من قلبه الصغير إلى الله الخالق العظيم. وما أحلى هذه العادة الجميلة، والتي نحتاج كثيراً أن نتعلمها في هذه الأيام التي امتلأت بالمشاغل والارتباكات. ما أحوجنا أن نقوم من نومنا مع صوت العصفور، ولنا في ذلك التشجيع من الرب الذي قال: "أنا أحب الذين يحبونني، والذين يبكرون إليَّ يجدونني. عندي الغنى والكرامة. قنية فاخرة وحظ. ثمري خيرٌ من الذهب ومن الإبريز، وغلتي خيرٌ من الفضة المختارة" ( أم 8: 17 -19). لقد كان داود مُطارداً هارباً في البراري، بعيداً عن مسكن الله، فبماذا كان يتفكر، وأي شيء كان يطلب؟ هل الخلاص من أعدائه؟ أم أن يحقق الرب وعده له وينصّبه ملكاً على إسرائيل؟ لا لم تكن هذه الأمور هي موضوع مشغوليته، إذ نسمعه يقول: "يا الله إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي، في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء"، وإذ يبكر إلى الله، وينكشف أمامه جود وصلاح الله، يمتلئ قلبه بالفرح فيقول: "كما من شحم ودسم تشبع نفسي، وبشفتي الابتهاج يسبحك فمي" ( مز 63: 1 -5). وإن كنا هنا نرى تبكيراً حميداً لمُناجاة ومُناشدة الرب، حيث راحة النفس أمام باريها وفاديها. غير أن هناك تبكيراً من نوع آخر علينا أن نتحذر منه ولا ننزلق فيه. "باطلٌ هو لكم أن تبكّروا إلى القيام، مؤخرين الجلوس، آكلين خبز الأتعاب" ( مز 127: 2 ). إن مَنْ يفعل هذا ينسى بل يتناسى أن "بركة الرب هي تُغني، ولا يزيد معها تعباً" ( أم 10: 22 )، وأن الذي يجلب الخير ويضمن دوامه هو الله. وما أوضح تحذير الرب لنا "زرعتم كثيراً ودخَّلتم قليلاً. تأكلون وليس إلى الشبع. تشربون ولا تروون. تكتسون ولا تدفأون. والآخذ أجرة يأخذ أجرة لكيسٍ منقوب" ( حج 1: 6 ). ليتنا لا نحرم أنفسنا من بركة الاختلاء بالرب باكراً لنشبع به قبل أن يبدأ اليوم بمشاغله ومتاعبه. |
|