القمص تادرس يعقوب ملطي
- نذر البتولية
جاء في الكتاب غير القانوني (إنجيل يعقوب)، الذي يعكس الاتجاهات السائدة في القرن الثاني، إن القديسة مريم وُلدت من يواقيم وحنة الشيخين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وأن والدتها نذرت ابنتها خادمة للرب كل أيام حياتها. وفي الثالثة من عمرها، قدَّمت مريم للهيكل، حيث كانت تتغذَّى بأيدي الملائكة. وبحسب التقليد القبطي يُحتفَل بعيد "دخولها الهيكل" في الثالث من شهر كيهك، فيه نذكر الطفلة مريم كعذراء تعيش بين العذارى، فنترنَّم باللحنين التاليين:
"في سن الثالثة قُدمتِ يا مريم للهيكل، جئت كحمامةٍ، وأسرعت الملائكة إليكِ!"
"كانت بين العذارى تُسَبِّح وتُرَنِّم معهن، دخلت الهيكل بمجد وكرامة".
وفي الثانية عشر من عمرها اجتمع الكهنة ليناقشوا أمرها، إذ كان يلزم أن تترك الهيكل. فأحضروا اثني عشر رجلًا من سبط يهوذا، وأودعوا عصيهم داخل الهيكل. وفي اليوم التالي أحضر أبيثار الكاهن العِصيّ وقدم لكل منهم عصاه. وإذ أمسك القديس يوسف بعصاه جاءت حمامة استقرت عليها، كانت بيضاء أكثر من الثلج وجميلة للغاية، صارت ترفرف لوقت طويل بين أجنحة الهيكل، وأخيرًا طارت نحو السماوات. عندئذ هنَّأ الشعب كله الشيخ، قائلين له: "هوذا قد صرت مطوبًا في شيخوختك أيها الأب يوسف، فقد أظهرك الله مستحقًا لاستلام مريم." أما القديس ففي البداية اعتذر بشيخوخته، ولكنه أطاع الكهنة الذين هَدَّدوه بحلول غضب الله عليه إن رفض[49].