القمص تادرس يعقوب ملطي
تطويب القديسة مريم وجمالها الداخلي
مطوبة لأن بسؤالها كشف الملاك السرّ الإلهي
* مباركة هي مريم، التي بأسئلتها لجبرائيل علَّمت العالم هذا السرّ الذي كان مخفيًا.
لو لم تكن قد سألته كيف يكون هذا؟ لما كنا نعلم شرح هذا الأمر الخاص بالابن.
جمال الموضوع الذي ظهر بوضوح يرجع إليها،
فهي السبب في أن نعرف هذا الشرح من الملاك[175].
تطويبها أعظم من أفواه كل العالم
* لهذا فنحن نقول الطوبى للطوباوية للتي هي بالحقيقة مباركة،
إذ تطويبها أعظم من أفواه كل العالم.
مطوّبة، لأنها استقبلت الروح القدس الذي طهَّرها وجعلها بهية،
وهيكلًا، وحلّ رب الأعالي في مسكنها.
مُطَوَّبة، لأن جمال بتوليتها العظيم يستمر،
واسمها يضيء بجسارةٍ إلى الأبد.
مُطَوَّبة، لأن بسببها جاء الفرح إلى جنس آدم،
وبها قام الساقطون الذين طُرِدوا من بيت الآب.
مُطَوَّبة، هذه التي تعالت على رباط الزوجية،
ولكن وجهها مكشوف للمحبوب الابن لكل الأمهات.
مُطَوَّبة، هذه التي لم يتدنَّس جسدها بالشهوة.
انظروا إنه يلمع بثمرة بتوليتها المحبوبة.
مُطَوَّبة، هذه التي في بطنها الصغير،
سكن الوحيد العظيم الذي يملأ السماوات بل وتضيق عليه.
مُطَوَّبة، هذه التي ولدت العتيق الأيام الذي أوجد آدم،
والذي به تجدَّدت كل الخليقة التي أصبحت قديمة.
← ابحث في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات..
مُطَوَّبة، هذه التي أعطت قطرات الحليب من أعضائها للذي بأمره تتحرَّك أمواج البحر العظيم.
مُطَوَّبة، هذه التي حملت وحضنت ولاطفت كطفلٍ،
الله العظيم إلى الأبد الذي بقوته الخفية يحمل العالم (كو 1: 17).
مُطَوَّبة، هذه التي منها ظهر المُخَلِّص للذين في الأسر،
الذي بغيرته أسر السجَّان، وطمأن الأرض.
مُطَوَّبة، هذه التي وضعت فمها الطاهر على شفاه الابن،
الذي من ناره يختبئ السيرافيم الناريون (إش 6: 2).
مُطَوَّبة، هذه التي غذته كرضيعٍ بحليبها الطاهر،
الثدي الذي منه أخذ العالم الحياة.
مُطَوَّبة، لأن ابنها يعطي الطوبى لجميع الطوباويين.
مبارك هو ذاك الذي أشرق علينا من طهرها بقداسةٍ[177].