رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل السجود أو العبادة ممارسة جماعية؟ .. تأتي ساعة، وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له ( يو 4: 23 ) بالطبع هي فرصة ما أروعها عندما يجتمع الساجدون معًا، وتفيض من قلوبهم التشكرات، ويقدمون ذبيحة التسبيح. لكن إذا كان السجود هو حالة الخشوع الداخلي والاحترام العميق للرب المُعلِن ذاته للساجد، فهل هذه الحالة لا توجد إلا عندما يوجد المؤمن مع إخوته؟! ألا توجد بالقدر ذاته، وربما أكثر، عندما يختلي القديس بإلهه؟ أ ليست الانطباعات العميقة عن عظمة الله وصلاحه وحكمته التي تتركها ساعات الشركة الفردية مع الله، هي التي تخلق ساجدًا حقيقيًا في عيني الآب؟ أَوَ ليس غياب هذا الفكر هو الذي جعل الكثير من المؤمنين يهملون الوجود الفردي أمام الرب لإشباع قلبه، دون أدنى شعور منهم بالتقصير، طالما أنهم لا يهملون حضور الاجتماع؟ أ ليس هذا الفكر هو الذي أوجد فريقًا كبيرًا من المؤمنين لا يعرف روعة العلاقة الفردية المباشرة مع الرب، ودائمًا علاقتهم مع الرب هي علاقة من خلال وسيط هو الجماعة؟ وإن كانت العبادة هي تقديم الذبائح الروحية التي يُسرّ بها الرب، بمختلف أنواعها، فهل المؤمن الفرد ليس عليه أن يقدم أي شيء للرب طوال اليوم أو طوال الأسبوع حتى يتمكن من هذا عند مجيئه للاجتماع؟ أ ليس هذا هو الذي أوجد فريقًا كبيرًا لا يشعر بمسؤولياته تجاه الرب إلا داخل الاجتماع؟ فلا شعور بالمسؤولية الروحية تجاه عائلته، كيف يجعلهم يرون في حياته المسيح، ولا شعور بالمسؤولية الروحية تجاه جيرانه، كيف يشهد لهم عن المسيح، ولا شعور بالمسؤولية تجاه زملائه في العمل، كيف يربح منهم نفوسًا للمسيح؛ بل ولا حتى شعور بالمسؤولية تجاه إخوته المؤمنين في نفس كنيسته المحلية، كيف يبنيهم في المسيح، فتجد قلبه جامدًا تجاه العاثر والضعيف والهزيل من إخوته. وإن كانت العبادة هي ما يُنتجه الروح القدس فينا من المسيح لنقدمه روائح سرور للآب، فهل هذا العمل قاصر فقط على ساعة الاجتماع؟ أَوَ ليس هذا هو الذي جعل كثير من المؤمنين لا يفكرون في كيفية الانقياد بالروح القدس إلا في داخل الاجتماع؟! إن الآب طالبٌ، ليس سجودًا، بل طالبٌ ساجدين له، فهم ساجدون قبل أن يأتوا إلى الاجتماع، وهم يعيشون حياة العبادة المستمرة خارج الاجتماع وداخله. وعليه، فإن اجتماعهم ليس هو اجتماعًا للسجود بقدر ما هو اجتماع للساجدين، فيه تفيض قلوبهم بالمسيح لإشباع قلب الآب. |
|