رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عبارة امرأتك
عبارة (امرأتك) تعني زوجتك. وكانت تطلق على المرأة منذ خطوبتها. وفي تفسير قول الملاك ليوسف النجار (لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك. لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس) (مت20:1). يقول القديس يوحنا ذهبي الفم (هنا يدعو الخطيبة زوجة، كما تعود الكتاب، أن يدعو المخطوبين أزواجًا حتى قبل الزواج. ويقول أيضًا (ماذا تعني عبارة (تأخذ إليك)؟ معناها أن تحفظها في بيتك. كمن قد عهد بها إليك من الله وليس من أبويها. لأنه قد عهد بها إليك ليس للزواج، وإنما لتعيش معك، كما عهد بها المسيح نفسه فيما بعد إلى تلميذه يوحنا (تفسير متى مقالة 11:4). والقديس جيروم يقول أيضا أن لقب (امرأة) أو زوجة كان يمنح أيضا للمخطوبات. ويستدل على ذلك بقول الكتاب (إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل، فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها.. ارجموها: الفتاة من أجل أنها لم تصرخ. والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه (تث22: 23، 24) (تث7:20).. وهنا استخدم الكتاب كلمة امرأة عن العذراء المخطوبة وكلمة امرأة تدل على الأنوثة وليس على الزواج. والواقع أن حواء سميت أولًا امرأة لأنها من امرئ أخزت (تك23:2). وسميت حواء لأنها أم لكل حي (تك20:3). فكلمة امرأة تدل على خلقها وأنوثتها. وكلمة حواء تدل على أمومتها ودليل أن كلمة امرأة بالنسبة إلى العذراء كانت تدل على خطوبتها وليس زواجها، قول القديس لوقا الإنجيلي (فصعد يوسف أيضًا من الجليل، ليكتتب مع امرأته المخطوبة وهي حبلي) (لو2: 4، 5). إذن عبارة (لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك) معناها خطيبتك.. فمريم دُعِيَت امرأة ليس لأنها فقدت بتوليتها، حاشا. فالكتاب يشهد أنه لم يعرفها. ولكن دعيت هكذا، لأن هذا هو التعبير المألوف عند اليهود، أن تدعي الخطيبة امرأة. بل الأنثى كانت تدعي امرأة. بدليل أن حواء عقب خلقها مباشرة دعيت امرأة، قبل الخطية والطرد من الجنة والإنجاب.. ونلاحظ أن الملاك لم يستخدم مع يوسف عبارة امرأتك بعد ميلاد المسيح، وإنما قال له (قم خذ الصبي وأمه) (مت13:2). وفي عودته من مصر قال له (قم خذ الصبي وأمه) (مت20:2).. وفعل يوسف هكذا في السفر إلى مصر وفي الرجوع (قام وأخذ الصبي وأمه) (مت2: 14، 21). ولم يستخدم عبارة امرأته. عبارة امرأته استخدمت قبل الحمل وأثناءه لكي تحفظ مريم فلا يرجمها اليهود، إذ أنها قد حبلت وهي ليست امرأة لرجل. أما بعد ولادة المسيح، فلم يستخدم الوحي الإلهي هذه العبارة، لا بالنسبة إلى كلام الملاك مع يوسف، ولا بالنسبة إلى ما فعله يوسف. ولا بالنسبة إلى المجوس الذين (رأوا الصبي مع مريم أمه) (مت11:2). ولا بالنسبة إلى الرعاة الذين (وجدوا مريم ويسوف والطفل مضطجعًا) (مت16:2). |
|