رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أولادُ اللهِ «كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ» ( يوحنا 1: 12 ) يذكر الرسول يوحنا هنا، أن البعض قَبِلُوا الرب يسوع. كما يذكر أيضًا مقامهم وحالتهم بعد قبولهم إياهُ، إذ أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمهِ. كان اليهود قبلاً خاصتهُ في العالم، وكان من أعظم امتيازاتهم أن يُحسَبوا أولاد إبراهيم وأبناء الملكوت. ولكن ثبت أنهم يحتاجون إلى النعمة المُطلقة كالباقين أيضًا، إذ لا يوجد فرق إلاَّ أن اليهود أردأ من غيرهم، بحيث أنهم لم يجهلوا النور فقط، بل أظهروا بغضهم برفضهم إياهُ أيضًا. أما عن المقام الجديد للذين ينتسبون بالإيمان إلى الكلمة، فهو أنهم يحصلون على امتياز أعظم مما كان لإسرائيل قديمًا؛ فإنهم يصيرون أولاد الله، بالإيمان بيسوع المسيح ( غل 3: 26 ). ويستطرد البشير قائلاً: «اَلَّذِينَ وُلِدُوا»؛ أي أنهم بالحقيقة وُلدوا ثانيةً. وفي حديث الرب مع نيقوديموس (يو3) نرى تفصيلات مباركة من فم الرب نفسه عن هذه الولادة الثانية. أما هنا فإنه يذكر ثلاثة أمور: (1) «اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ»: يعني أن مصدر هذه الولادة ليس من الجنس البشري مطلقًا ( أع 17: 26 ). فإنهم إنما يلدون أولادًا من شكلهم. (2) «وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ»: الجسد هنا بمعنى الطبيعة الفاسدة. فمشيئة جسدٍ تشير إلى اجتهاد الإنسان الساقط للحصول على شيءٍ مرغوب في بعض ظروف معيَّنة، كاجتهاد سارة مثلاً لكي تُرزق بنين بواسطة هاجر. فمهما اجتهدنا بحكمتنا وقوتنا فلا نقدر أن نلد أنفسنا ثانيةً. (3) «وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ»: يعني ليس بطريق العادة، كما قيل عن آدم مثلاً: أنهُ عرف حوَّاء، فحبلت وولدت قايين ( تك 4: 1 ). أما عن كيفيَّة هذه الولادة: «بَلْ مِنَ اللَّه» فالوحي أولاً ينفي حدوث هذه الولادة بكل الطرق التي يمكن للناس أن يتصوروها، ثم يصرِّح أنها بالحقيقة من الله كمصدرها وصانعها. . |
|