رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجارب... من وجهة نظر الله... ومن وجهة نظر الشيطان
القمص أنطونيوس فكري نظرة عامة على سفر أيوب المقصود بالتجارب هو الأحداث المؤلمة المصطلح على تسميتها بالأحداث الشريرة التي تمر بالإنسان كما قال أيوب " أالخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل " (أي 2: 10). وفي هذا القول نرى نوعية إيمان أيوب بالله، فنجده يفهم أن الله هو ضابط الكل، كل الأحداث سواء التي يراها الإنسان خيرًا أو التي يراها الإنسان من وجهة نظره شرًا، الكل هو من عند الله أو بسماح من الله، لذلك هو نسب ما حدث لله ولم ينسبه للكلدانيين "الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركًا" (أي 1: 21). وهذا المفهوم قطعًا هو مستوى عالٍ من الإيمان. فماذا إذن، هل كان إيمان أيوب في هذا كاملًا؟ في الحقيقة لا.. لم يكن كاملًا، كان له مفهوم خاطئ، وكان هذا هو المدخل الذي حاربه به الشيطان. أيوب فهم أن الله لا بد وأن يعطي ما يُسَمَّى بالخيرات للأبرار، ويعطي ما يُسَمَّى بالشر للأشرار، وقطعا في نظر أيوب هنا أن الخيرات هي الخيرات المادية (أي المال والصحة..). فلم تكن في العهد القديم هناك صورة واضحة للخيرات والعطايا الروحية (سلام وفرح على الأرض وحياة أبدية وفرح أبدي ومجيد في السماء) وهذه تنتج من العشرة مع الله. وهذا نراه في محادثاته مع أصدقائه، ونراه غير مُدرِك تمامًا لمفهوم الحياة الأبدية، فهو يتصور أن الإنسان بالموت ينتهي تمامًا. ومن هنا كان تساؤل أيوب إن كان هو أي أيوب بارًا، فلماذا يسمح له الله بهذه الآلام ؟ وكان هذا هو مدخل الشيطان، فأي مفهوم خاطئ لإيمان الإنسان يكون سببًا في تشكيك الشيطان للإنسان في محبة الله له أو مدخل لخطية ما. وما لم يفهمه أيوب، أدركه داود حين قال: بالخطايا ولدتني أمي: "بِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مز51) ولقد أدرك داود أيضًا الحل إذ صرخ قائلا.. "قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ.." بل وقال في مزمور آخر " جربني يا رب وإمتحني. صفِّ كليتي وقلبي " (مز26: 2) وفي الترجمة السبعينية تترجم " أبلني يا رب وجربني، نقِّ قلبي وكليتي" فنجد داود هنا قد فهم أنه مولود بالخطية ويطلب أن الله يسمح ببعض التجارب والآلام لتصيبه ليحصل على القلب النقي فيَكمُل، وهذا ما يسميه الكتاب تأديب الرب لأولاده (عب12: 4 – 8). وكان أليهو صديق أيوب قد وصل لنفس هذا المفهوم الذي لم يفهمه لا أيوب ولا أصدقاءه الآخرين. ولم يفهم لا أيوب ولا أصدقاءه قضية حسد الشياطين لأولاد الله ورغبتهم أن يلحقوا الأذى بهم. لكن الله في محبته يُحَوِّل حسد وتجارب الشيطان لخير أولاده، وهذا معنى قول الرسول " كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله...." (رو8: 28). وبهذا المفهوم وجدنا الله يسمح للشيطان أن يُجَرِّب أيوب ببعض الآلام لتنقيته، ولكن كانت الآلام في حدود ما يسمح الله به فقط، فالله يعلم ما هو مدى احتمال الإنسان للتجربة. وفي هذا يقول بولس الرسول: الله "لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة.. المنفذ (التعزيات) لتستطيعوا أن تحتملوا" (1كو10: 13). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وجهة اكويلم وجهة سياحية استثمارية |
وجهت قلبي إلى الله ورسائلي |
الله قد يتأخر من وجهة نظرنا البشرية |
وجهة نظر الله المختلفة |
مسبح الشيطان أخطر وجهة سياحية في العالم |