منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 12 - 2021, 04:28 AM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

إثيوبيا | كوش


كوش:
1- إثيوبيا هي "كوش" في العبرية. وقد تدل كلمة كوش أو إثيوبيا على بلاد وادي النيل فيما وراء الشلال الأول، ولكنها كانت قديمًا -كما هي الآن- تطلق لا على ما يسمى الآن بلاد النوبة والسودان فحسب، ولكن على كل البلاد التي تكتنف أعالي وادي النيل، وهي مساحة شاسعة من الأراضي، ولكن الجزء الرئيسي الذي كانت تعتمد عليه في مواردها، هو الجزء الضيق المحيط بنهر النيل بين الشلالين الأول والخامس ، وهو جزء صغير نسبيًّا متى استبعدنا المناطق الصحراوية. وكان السكان قليلين نسبيًا حيث كانت مصر منطقة جذب للشباب القوي للعمل في مجال الخدمات والشرطة والجيش. والأرجح أن سكان شمالي النوبة -فيما قبل التاريخ- كانوا مصريين أصلًا، لكن حلت محلهم أجناس سوداء في أوائل العصور التاريخية، ويتميزون في الرسوم المصرية القديمة بالشفاه الغليظة والشعر الكث , ويظهر إلى جانب مواطني كوش، أجناس أخرى برونزية اللون، إذ منذ فجر التاريخ اختلط الجنس الزنجي بالفلاحين المصريين، وبالساميين من سكان السواحل العربية.

وكان حكام إثيوبيا من أصل أجنبي، فالزنوج رغم شجاعتهم وقناعتهم كانوا بطيء التفكير، ورغم أنهم خضعوا على مدى أجيال طويلة لحكم جيرانهم المتحضرين، وقد وصلوا في بعض الأوقات إلى المراكز العليا في الدولة، إلا أن الشعب في مجموعه لم يتأثر بتلك الحضارة.

وقد استوطن الحبشة منذ فجر التاريخ شعب قوقازي جاء عبر البحر الأحمر من شبه الجزيرة العربية. فالأحباش الحقيقيون -كما يقول بروفسور ليتمان- "ليس بهم دماء زنجية ولا صفات زنجية، فهم عمومًا ذو بنيان قوي ووجه وسم وملامح مستقيمة، وتقاطيع منتظمة، وعيون حادة البصر، وشعور طويلة مسترسلة أو مجعدة قليلًا، ولونهم زيتوني قاتم يقرب من الأسمر".

والاكتشافات الحديثة تثبت صلتهم الوثيقة، عرقًا ولغة، بسكان جنوبي شبه الجزيرة العربية وبخاصة مملكة سبأ (السبئيين الذين اشتهروا بالقوة) التي اكتشف مؤخرًا الكثير من مخلفاتها المعمارية والثقافية. وترجع أقدم النقوش السبئية في الحبشة إلى ما قبل 2600 سنة، وهي عظيمة القيمة فيما يتعلق بما جاء عنها في التوراة، وبخاصة فيما يقوله يوسيفوس من أن ملكة سبأ كانت ملكة على الحبشة.

والفالاش هم جماعة من اليهود يعيشون بالقرب من بحيرة تسانا (بحيرة تانا)، وهم يشبهون الأحباش في مظهرهم، ولعلهم من جنس واحد. وديانتهم هي الديانة الموسوية حسب الترجمة الحبشية للتوراة لأنهم يجهلون العبرية. ولا نعلم على وجه اليقين متى صاروا يهودًا، فقد كان العلماء قديمًا يرجعون بذلك إلى عصر سليمان أو على الأقل إلى السبي البابلي، ولكن يرجع به البعض إلى العصر المسيحي، لجهلهم بأحكام التلمود. ولكن ما اكتشف حديثًا من أنه كان يوجد مجتمع يهودي زاهر في منطقة أسوان في القرن السادس قبل الميلاد، يجعل من الواضح أن التأثير اليهودي قد وصل إلى مصر قبل ذلك التاريخ. ومع أنه من المعروف تمسك الأحباش بالعادات القديمة، إلا أن الخصائص اليهودية واضحة في كل البلاد. وكان الشعار المكتوب على الرسائل الرسمية هو "أسد سبط يهوذا قد غلب". وهو واحد من العبارات الكثيرة الشائعة. ومع أن بعض الطقوس، مثل الختان وحفظ السبت، يمكن أن تكون قد تسربت من قدماء المصريين أو الأقباط المسيحيين، إلا أن الأثر اليهودي أقوى من أن يُنكر. وجميع الرحالة يتحدثون عن نشاط الفالاش ورقتهم وكرمهم الشديد. وإلى جانب هؤلاء توجد مجتمعات كثيرة من أجناس مختلطة في إثيوبيا، ولكن أصولها جميعها ترجع إلى الجنس الزنجي أو السامي أو المصري.


2- تاريخ إثيوبيا:
يروي مؤرخو اليونان القدماء الكثير من الروايات الخيالية والأساطير عن إثيوبيا، وأحيانًا يخلطون في معلوماتهم الجغرافية فيذكرون أن إثيوبيا تمتد إلى الهند ، كما أن أقوالهم عن حيواناتها ونباتاتها العجيبة خيالية أيضًا. ويمتدح هوميروس الإثيوبيين بأنهم "الجنس الخالي من العيوب" كما يضعهم غيره من الكتّاب في أول الأجناس لمعرفتهم الدينية، ولعل ذلك جاء من احترام الأحباش للكهنة الذين بيدهم سلطان الحياة والموت فوق الملوك -حسب التقاليد القديمة- أو أنه جاء من اعتقاد المصريين بأن "أرض الآلهة" تقع في جنوبي الحبشة.


ومن المثير حقًا أن أنبياء الكتاب المقدس لا يقعون في مثل هذه الأخطاء الشائعة بل "يقدمون فكرة صحيحة عن الظروف الجغرافية والسياسية للحبشة" (كما يقول ماكس مولر).

وأقدم معلومات تاريخية عن الحبشة ترجع إلى الأسرة الرابعة الفرعونية عندما غزا سنفرو البلاد وسبي سبعة آلاف من العبيد، ومائة ألف من الماشية. وفي زمن الأسرة السادسة وصل المصريون جنوبًا إلى الشلال الثاني، وأتوا معهم ببعض الأقزام، ولكنهم لم يستقروا طويلًا في حكم تلك البلاد. وبدأ احتلال مصر لتلك المناطق في الأسرة الثانية عشرة. ويسجل أسرتسن الثالث متهكمًا :"إن الزنوج يبدون الطاعة حالما تفتح شفتيك، وهم ليسوا شجعانًا بل بالحري بائسين من كل وجه". ولكن رغم هذه السخرية، أجبر هؤلاء الأحباش -العراة الذين يرتدون جلود الحيوانات المتوحشة بأذيالها- فرعون على محاربتهم جملة مرات قبل أن يستطيع إقامة حد عند الشلال الثاني، ولم يكن في استطاعة أي زنجي أن يتجاوزه دون إذن. ويمكن إدراك أنهم لم يكونوا جبناء، من الأغاني التي ألفها المصريون ابتهاجًا بإخضاعهم، ومن أن الفراعنة الذين جاءوا بعد ذلك شجعوهم على الانخراط في جيوشهم حتى أصبحت كلمة "نوبي" في الهيروغليفية تدل على "رامي السهام". ونقلت الأسرة الثامنة عشرة هذا الحد إلى ما وراء الشلال الثالث في منطقة دنقلة الغنية، وكان المصريون يفخرون بالجزية الكبيرة التي كانوا يجبونها من الأحباش، فقد بلغت في إحدى المرات 2.667 "حمولة رجل" من العاج والأبنوس والأطياب والذهب وريش النعام، علاوة على قطعان الماشية والحيوانات البرية والعبيد. وتبدو كراسي العاج والحلي أحيانًا بربرية في طرازها ولكنها دقيقة في صناعتها، كما أن مصانع النحاس والبرونز ومسابك الحديد الضخمة في إثيوبيا ترجع إلى عصر مبكر. وكان مئات المجرمين يعملون في مناجم الذهب في إثيوبيا، ويبدون في صورهم مقطوعي الأذان ومجدوعي الأنوف. وقد أمدت هذه المناجم مصر بالذهب في القرن الخامس عشر قبل الميلاد حتى صار "كالتراب". وكان ابن فرعون وولي عهده، يفخر بلقبه "كأميركوش". وقد بني أمنحوتب الرابع (أخناتون، المصلح الديني الشهير - 1370 ق.م) ثاني معابده ضخامة (وهو الوحيد الباقي من آثاره) في بلاد النوبة. وحاولت الأسرة التاسعة عشرة أن تستعمر إثيوبيا. ويمكن رؤية أعظم ما شيد الإنسان من معابد، في الجنوب حتى الشلال الرابع. وظلت مصر تحكم بلاد كوش طيلة خمسة قرون حتى سنة 1000 ق.م، وحين قامت حرب الاستقلال، فاز فيها الكوشيون حتى إن الملوك الكوشيين المنتصرين قادوا جيوشهم شمالًا إلى طيبة وإلى منف وحكموا كل مصر لمدة قرن (763 - 663 ق.م) من نباتا عاصمة النوبة والتي أصبحت في عمائرها "طيبة الجنوب "، كما حكموا مصر العليا مدة قرن آخر (بل وفي بعض عهود البطالمة). ومع أن قادة تلك الثورة كانوا بلا شك سلالة الكهنة الذين نفوا من طيبة، إلا أنه من الواضح أنهم امتزجوا بالدم الأثيوبي، مع تحليهم بالأخلاق البيوريتانية وروح الرفق التي تميزوا بها عن الفراعنة الصارمين.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأعياد في إثيوبيا
لوسي في إثيوبيا
حرب في إثيوبيا
إثيوبيا الجميلة
إثيوبيا


الساعة الآن 04:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024