منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 12 - 2021, 01:40 AM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

القس بيشوي فايق


لماذا يسمح الله بهلاك مدينة بأكملها كمدينة نينوى؟ وما ذنب من فيها من أطفال ونساء وعجائز؟



الإجابة:

الله هو ملك الكون، الذي لابد أن يتدخل، ويوقف شر الممالك الشريرة، خصوصًا عندما تتمتع هذه الممالك بإمكانات هائلة؛ تمكنها من التأثير على العالم... إن هذه الممالك الشريرة، تسبب دمارًا، وهلاكًا لنفوس لا تحصى من البشر، فهل يقف الله مكتوف اليدين إزاء شرورها؟!

تشهد نبوءات أنبياء العهد القديم تشهد عن نصح الله وإنذاراته الكثيرة لممالك وأمم البشر، وأيضًا عن طول أناته عليهم بالرغم من شرورهم الكثيرة لمدد طويلة قد تصل إلى مئات السنوات، ولكن مع انتشار وعموم الشر وإصرار هذه الممالك على شرورها، يحكم الله الديان العادل بانتهاء ملكها، وخرابها؛ فيُخلص العالم من شرها.



في النقاط التالية نشرح العوامل التي تستدعي القضاء على الممالك الشريرة:

أولًا: ضرورة ضبط الله للكون:


ملك الملوك يحكم بشريعة الحق:
الله الخالق بطبيعة الحال هو ملك الأرض كلها دون منازع كقول الكتاب: "لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ، وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا" (مز24: 1). إنه بتعبير الكتاب ملك الملوك ورب الأرباب كقول الوحي الإلهي أيضًا: "هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ..." (رؤ17: 14). الملك الصالح هو الحاكم، الذي يقود رعيته وشعبه وفق شريعة، أو قانون، يحقق إرادته وتطلعاته الصالحة نحو شعبه. إن غاية عمل الله نحو شعبه معرفتهم شريعته وحفظهم وصاياه، وهذا ما تنبأ الأنبياء عن حدوثه في عصور ازدهار الكنيسة قائلًا: "وَتَسِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، وَإِلَى بَيْتِ إِلهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ، وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ" (مي4: 2). وقد أكد الكتاب المقدس أن لله إرادة ومشيئة صالحة من وراء خلقه للبشر قائلًا: "لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." (أف2: 10). وهذا من المستحيل أن يتم دون التمسك بشريعته الإلهية وحفظ وصاياه.



أهمية ضبط ممالك الأرض:
كل أمة ومملكة هي كيان قائم بذاته يملك طاقات، وإمكانات تستطيع توظيفها كما تشاء، وتحت إمارتها نفوس يمكن توجيهها في اتجاه الخير أو الشر، الحياة أو الموت. فهل يترك الله الممالك دون ضبط أو حساب، لأنه يهتم بالأفراد فقط؟! إن الشعوب والأمم أجدر بالرعاية والضبط لخطورة تأثيرها على خلاص، أو هلاك نفوس الكثيرين، الذين هم موضع شفقة الله الحنون كقول الكتاب: "أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟" (يونا4: 11).



الحياة الأبدية هدف إلهي من رعاية الله لشعوب الأرض:
يشهد الكتاب المقدس برعاية الله لممالك الأرض وشعوبها وذلك بسخاء عطائه وخيراته لكل أمة. ولكن العناية الإلهية تقتضي أكثر من ذلك. إن رعاية الله وحنانه لا تسمح للشر أن ينتشر بلا حد ولا ضابط، فهو ينادي بالتوبة لممالك الشر كما يفعل مع كل إنسان ليقود الجميع في طريق الخلاص.. لقد أرسل الله يونان النبي لينادي على مدينة نينوى (الغريبة عن شعبه) بالتوبة كقول الكتاب: "قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي" (يون1: 2). وأرسل الله أيضًا بنبوءات، وإنذارات على فم أنبيائه القديسين لممالك الأرض المعروفة في ذلك الزمان.


ثانيًا: كثرة شرور، ومفاسد هذه الممالك:


الممالك الشريرة تُقيم من نفسها أعداءً لله، ومملكته:
ينتشر الشر والفساد بين الناس في الممالك الشريرة، وغالبًا ما تحاول هذه الممالك فرض هيمنتها ونفوذها وقوانينها الشريرة على جيرانها، وتضر بهم، ولكن هل ينظر الله من السماء لشرور أمم الأرض صامتًا دون تدخل؟! وهل إذا صمت الله تجاه شرهم يكون بالحقيقة ملكًا للمسكونة كلها؟! بالطبع لا؛ لأن السيادة ستكون للممالك الشريرة، وكيف يكون الله ملكًا لا سلطان له؟ لقد نفى الوحي الإلهي ذلك عن الله قائلًا: "لأَنَّ لِلرَّبِّ الْمُلْكَ، وَهُوَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى الأُمَمِ" (مز22: 28).



خطورة الممالك الشريرة على البشرية:
أذاقت الممالك الشريرة البشرية ويلات كثيرة لا تُنسى. إن التاريخ القديم والحديث يشهد بقيام الكثير من الممالك الشريرة المقاومة للخير والصلاح على وجه الأرض، والتي لم تحترم الحريات الشخصية، وتعاملت بوحشية وبربرية منقطعة النظير مع الأطفال والنساء، فسفكت الدماء ولم تحترم شيخًا أو ضعيفًا، وأشاعت النجاسات والموبقات مستغلة طاقتها وقوتها لصالح الشر. لقد تصاعد أنين البشر في العالم كله شاكيًا من شر النازية بقيادة هتلر، وتنفس العالم الصعداء بانتهاء دولتهم. إن هذه الممالك الشريرة لم تقم ضدًّا للبشر فقط؛ بل ضدًا لله كقول الكتاب: "إِذَا سَادَ الأَشْرَارُ كَثُرَتِ الْمَعَاصِي، أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَيَنْظُرُونَ سُقُوطَهُمْ." (أم29: 16). إن الحق يقتضي أن تُمحى هذه الممالك الفاسدة بشرورها، أما إذا ازدهرت هذه الممالك فالنتيجة الحتمية هي ضياع الحق.



التمادي في الشر واستغلال مراحم الله وتأنيه:
يؤدب الله الممالك الشريرة مرارًا وتكرارًا على شرورهم، وقد يتأنى عليهم لعلهم يفيقون عندما يذوقون نتائج أفعالهم الشريرة. يصبر الله عشرات السنوات تاركًا الفرصة للإصلاح الداخلي كقول الكتاب: "لأَنَّ الْقَضَاءَ عَلَى الْعَمَلِ الرَّدِيءِ لاَ يُجْرَى سَرِيعًا... " (جا8: 11). ويتعامل مع كل أمة بحكمته وعنايته كقوله على فم إرميا: "تَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْقَلْعِ وَالْهَدْمِ وَالإِهْلاَكِ، فَتَرْجعُ تِلْكَ الأُمَّةُ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَلَيْهَا عَنْ شَرِّهَا، فَأَنْدَمُ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي قَصَدْتُ أَنْ أَصْنَعَهُ بِهَا. وَتَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ، فَتَفْعَلُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، فَلاَ تَسْمَعُ لِصَوْتِي، فَأَنْدَمُ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي قُلْتُ إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْهَا بِهِ. (إر18: 7- 10)، ولكن لابد أن تأتي الساعة، التي يتدخل فيها الله لينهي شر الأشرار، بعد طول أناة وصبر الله، وكثرة مراحمه الكثيرة.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عندما وصف الله نينوى بأنها مدينة عظيمة
ابتلاع الأرض مدينة بأكملها
لماذا هرب يونان ورفض توصيل رسالة الله لشعب نينوى
أطفال ونساء الإخوان ينظمون سلاسل بشرية بالغربية
الأنبا موسى يصوم ثالث أيام يونان.. ويؤكد: الله أحبه فقاد مدينة بأكملها إلى التوبة


الساعة الآن 11:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024