نجد في شمشون عبرة صارخة، تُحذِّر كل مخدوع، قد يأنس ويميل وراء الغريب أيًا كان! لقد ظن شمشون أنه قد يجد شيئًا من الفرح والسرور، لكن بكل أسف ليس على ركبتي الرب، حيث المحبة النقية الطاهرة (إش66: 12)، بل على ركبتي دليلة، حيث التملق والنجاسة والخداع! أيمكن أن تُستبدل الركبتان الطاهرتان، بركبتين دنستين؟! أيمكن أن تأنس نفس نذير للرب من بطن أمه، لامرأة شريرة مخادعة كاذبة؟
ماذا وجد شمشون فيها حتى يأنس إليها؟ ألم يستشعر فيها الخطر والغدر أكثر من مرة؟ ألم تستيقظ حواسه ليدرك إلى أي هوة سحيقة تريد أن تهوي به، فهي لا ترضى بأقل من إذلاله (قض16: 6)؟ لقد انطبقت عليه بكل أسف كلمات الحكيم «أغوته بكثرة فنونها، بمَلث شفتيها طوحته. ذهب وراءها لوقته، كثور يذهب إلى الذبح، أو كالغبي إلى قيد القصاص، حتى يشق سهم كبده. كطير يُسرع إلى الفخ ولا يدري أنَّه لنفسه» (أم7 : 21-23).