فحدثت مخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط.
وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذٍ ساكنين في الأرض
( تك 13: 7 )
حدثت مخاصمة بين رعاة مواشي إبراهيم ورعاة مواشي لوط، وإذا قارنا هذه الحادثة البسيطة بموضوعات التكوين العظيمة مثل الخليقة، وسقوط الإنسان والطوفان، وبلبلة الألسنة في بابل، ودعوة إبراهيم ومولد إسحاق، وغيرها من الأمور الهامة، فإننا نجد أن هذه المخاصمة التي وقعت في دائرة عائلة واحدة، تبدو ضئيلة الأهمية بالنسبة لتلك الحوادث العظمى. ولكن الروح القدس ـ بخلاف العقل البشري ـ لا يترك هذه الحادثة البسيطة وما تنطوي عليه من درس، ولكنه ينتهز فرصة هذه المخاصمة لكي يجذب انتباه أولئك الذين لهم آذان للسمع. ونحن، إذ نطلب حكمة الروح القدس الكاملة، فإننا نصغي إليه فيما يريد أن يعلّمنا من هذه الحادثة.