أمثال السيد المسيح
الأمثال هي أقوال مختصرة توضح قوانين السلوك ونتائجه على نوع مؤثر. ولكل شعب أمثال عديدة تظهر خصائص ذلك الشعب وحكمته وجهالته وعواطفه وهزلياته (عد 23: 18 و24: 3 و1 صم 10 : 12 و24: 13 و2 أخبار 7: 20 وحز 20: 49 ومت 24: 32).
سنحاول هنا تصنيف هذه الأمثال، وتقديم لمحة موجزة عن مرماها. ويتراوح عدد الأمثال التي ذكرها الرب يسوع المسيح في الأناجيل ما بين 50 إلي 60 مثلًا أو أكثر، وذلك حسب تفسير كلمة مثل، فالبعض يعدون بينها أشباه الأمثال التي لم توصف صراحة بأنها مثل. وسنتناول هنا 52 مثلًا تحت تسعة أقسام. عِلمًا بأن بعض الأمثال يمكن وضعها في أكثر من قسم. ولن نذكر المثل نفسه في كل حالة، ولكننا سنكتفي بالإشارة إليه مع ذكر موجز لتفسيره- كما سبق القول- مع ذكر الشاهد ليستطيع القارئ المتابعة، وكتابه المقدس مفتوح بين يديه.
أولًا- أمثال السيد المسيح عن رسالة الله في لعالم:
(أ) طبيعة الرسالة: وتشمل هذه الأمثال، مثل الثوب العتيق والزقاق العتيقة (مت 9: 16و 17، مرقس 2: 21و 22، لو 5: 36- 38). فالرقعة الجديدة لم تنكمش بعد، وعندما يُرقع بها ثوب عتيق، فإنها عندما تنكمش تمزق الثوب العتيق الذي كان قد بلغ مداه في الانكماش. كما أن وضع خمر جديدة في زقاق عتيقة لم تعد تقبل تمددًا جديدًا، فإن الخمر الجديدة عندما تختمر وتنتفخ، تجعل الزقاق تنشق والخمر تتلف.
ومرمي هذا المثل هو أن المسيح قد جاء برسالة جديدة، هي رسالة النعمة التي تختلف عن نظام الناموس القديم، وهذه الرسالة الجديدة تستلزم مفهوماَ جديدًا.
(ب) نشر الرسالة: مثل الزارع (مت 13: 3- 9و 18- 23، مرقس 4: 1- 9و 13- 20، لو 8: 4- 15). وقد ذكر الرب أن البذار هي البشارة بالملكوت، وقد وقعت علي أنواع مختلفة من التربة، وجاءت بنتائج متباينة، فغالبية الناس- لسبب أو لآخر- لم يقبلوا حق الله ليخلصوا.
(ج) نمو الحق (الملكوت) في العالم: (1) مثل البذار التي تنمو سرًّا (مر 4: 26- 29) وهي تصف النمو التدريجي الذي لا يكاد يُحس، لملكوت الله في العالم.