منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 12 - 2021, 07:10 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

أ. حلمي القمص يعقوب
- إلى أي مدى ارتبطت المسيحية بالصليب؟


- إلى أي مدى ارتبطت المسيحية بالصليب؟


الصليب هو علم وعلامة المسيحية، وكما تنتصب الرؤوس بكل احترام وخشوع لعلم الدولة، ننحني نحن أمام الصليب ونسجد له ونكرّمه ونفتخر به.. نضعه فوق منارات الكنائس وقبابها، وأعلى حامل الأيقونات، ونجده في يد الإكليروس يباركون به قطيـع المسيح، ونحمله على صدورنا، ونوشمه على أيدينا، ونرشمه على ذواتنا قبل كل عمل نقوم به.. عندما ننام وعندما نستيقظ.. قبل الصلاة وبعدها.. قبل الأكل وبعده.. في وقت الفرح ووقت الشدة.. في أسفارنا واستقرارنا، ويقول القديس باسيليوس: "لقد تسلّم المسيحيون علامة الصليب ضمن التقاليد غير المدوَّنة التي انحدرت إليهم من رُسل المسيح الذين علّمونا أن نرسم بعلامة الصليب أولئك الذين آمنوا بِاسم الرب يسوع المسيح"(13)، ويقول العلامة ترتليان: "في كل أسفارنا وتحركاتنا. وفي كل دخولنا وخروجنا في لبس ثيابنا. في الحمام وعلى المائدة. في إضاءة شموعنا. في رقادنا وفي جلوسنا. وفي كل أشغالنا نرسم جباهنا بعلامة الصليب"(14).

ونحن لا نسجد للمادة التي يُصنع منها الصليب سواء خشب أو معدن أو فضة أو ذهب، إنما نكرَّم شخص المصلوب الإله المتأنس فنسجد له ونقدم له العبادة من قلب نقي، ولا يمكن على الإطلاق فصل الصليب عن المسيحية.. هذه الحقيقة لم يدركها المؤمنون فقط. بل حتى غير المؤمنين يعرفوها، فيقول الأستاذ "علي الجوهري" الذي قام بترجمة بعض كتب أحمد ديدات: "وعلى الرغم من أن مسألة نهاية المسيح مع قومه لا تكاد تشكّل أهمية فيما يتعلّق بعقيدة الإنسان المسلم، نجد أنها عصب عقيدة الإنسان المسيحي.. صلب المسيح وموته على الصليب هو محور وأساس وعصب الديانة المسيحية فيما يعتقد المسيحيون، وانتفاء الصلب وموت المسيح على الصليب وفداء البشرية من الخطية الأصلية، خطية سيدنا آدم عندما أكل من الشجرة المحرَّمة، وفداء البشرية من خطاياهم، وهو الفداء الذي لا يتم إلاَّ من خلال الإيمان بألوهية المسيح، وبصلبه وموته على الصليب، وبقيامته من الأموات، وانتفاء الصلب بمعنى الموت على الصليب يهدم أساس كل هذه المعتقدات، ولذلك يُجمِع المسيحيون على أن صلب المسيح وموته على الصليب، وقيامته من بين الأموات إنما هو أساس المسيحية، وتنهدم وتنهار المسيحية لو انتفى موت المسيح على الصليب" (أخطر مناظرات العصر: هل مات المسيح على الصليب؟ مناظرة بين أحمد ديدات وكلوريد كلارك. ترجمة "علي الجوهري". البشير للنشر والتوزيع سنة 1997م ص 11، 12)(15) وهذه هي الحقيقة.


لقد تغلغل الصليب في صلواتنا الكنسية والفردية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ففي صلوات الأجبية نذكر رفع السيد المسيح على الصليب كل يوم في صلاة الساعة السادسة (12 ظ) ونذكر موت المسيح في صلاة الساعة التاسعة (3 بعد الظهر) ونذكر نزول المسيح من على الصليب في صلاة الغروب، ودفنه في القبر في صلاة النوم، وقيامته من بين الأموات في صلاة باكر.. لقد تغلغل الصليب في جميع الممارسات الروحية بالكنيسة، فنجده لامعًا في كل الأسرار الكنسية، فالمعمودية هي موت وقيامة مع المسيح "أم تجهلون أننا كلَّ مَن اعتَمد ليسوع المسيح اعتمد لموتِهِ. فدُفنَّا معه بالمعمودية للمـوت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلُك نحن أيضًا في جِدّة الحياة" (رو 6: 3، 4) ففي سر المعمودية يغمس الكاهن الصليب في الماء، ويسكب مـن الزيت الساذج على شكل صليب، وأيضًا يسكب من الزيت المقدس ثلاث مـرات فـي الماء على رسم الصليب، وبعد نفخ الماء ثلاث مرات، وبعد صلاة التقديس "أجيوس" يرشم الماء بالصليب ثلاث مرات، ويسكب من الميرون المقدس في الماء على شكـل الصليب، وسـر الأفخارستيا هو امتداد لذبيحة الصليب "فإنكم كُلّما أكلتُم هذا الخبز وشَربتُم هـذه الكأس، تُخبرون بمـوت الـرب إلـى أن يَجيء" (1كو 11: 26) ولذلك يستخـدم الأب الكاهن الصليب كثيرًا، ففي رشـم ملابس الخدمـة يرشـم الصليب عليهـا، وعند اختيار الحَمل تكون يدا الكاهن على شكـل صليب كما بارك أبونـا يعقوب ابني يوسف قديمًا، وكثيرًا ما يرشم الكاهـن ذاته ويبارك الشعب بالصليب.. إلخ، وجاء في قداس القديس مرقس وهو من أقدم الليتورجيات في الكنيسة: "لأن كل مرة تأكلون من هذا الخبز، وتشربون من هذه الكأس، تبشّرون بموتي وتعترفون بقيامتي وصعودي إلى أن أجيء.. أيهـا السيد والرب القدير ملك السماء، عندما نبشر بموت ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ونعترف بقيامته المباركة من الموت في اليوم الثالث" (St. Mark. Liturgy)(16).

وجاء في قداس القديس يعقوب "وعند تقديم حياته بإرادته للموت على الصليب.. أخذ خبزًا على يديه.. وقال خذوا كلوا، هذا هو جسدي المكسور لأجلكم يُعطى لمغفرة الخطايا.. وهكذا أيضًا بعد العشاء أخذ الكأس.. وقال لنا اشربوا منها كلكم، هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، المسفوك لأجلكم ولأجل كثيرين يعطى لمغفرة الخطايا.. هذا اصنعوا لذكري، لأن كل مرة تأكلون هذا الخبز وتشربون هذه الكأس تبشرون بموت الرب وتعترفون بقيامته إلى أن يجيء.. تذكّروا، إذًا، آلام تقديم حياته وصلبه المنقذ وموته ودفنه وقيامته من الموت في اليوم الثالث وصعوده إلى السموات (St. James Liturgy)(17) وهكذا في جميع أسرار وصلوات الكنيسة نجد الصليب واضحًا.

وفي كل يوم أربعاء نصوم فيه نتذكّر تآمر اليهود على قتل المسيح، وكل يوم جمعة نتذكّر آلام مُخلّصنا الصالح على الصليب، وكل يوم أحد نتذكّر قيامته من الأموات، وجـاء فـي الدسقولية (تعاليم الرسل) التي دوّنت قبل سنة 100م "أما أنتم فصوموا الأربعاء والجمعة" (الدسقولية ف 8)(18) وجاء في كتاب قوانين الرسـل: "أمرنا (الرب) أن نصوم فـي اليـوم الرابـع (الأربعاء) والسادس (الجمعة) من الأسبوع، الرابع بسبب خيانته فيه، والأخير بسبب آلامه" (Constitution of the. 11. Ap B 5.3)(19) "صوموا.. في اليوم الرابع من الأسبـوع ويـوم الاستعـداد (الجمعة) لأنـه فـي اليوم الرابع انقضى الحكم على الرب، فقد وعد يهوذا بخيانة الرب لأجل المـال، وفـي يوم الاستعداد لأنه في ذلك اليوم عانى الرب موت الصليب في عهد بيلاطس البنطي" (Constitution of the 11 Ap 7.2)(20).

لقد كانت كنيسة العهد القديم تقدّس يوم السبت حتى إن كل مَن كان يكسر يوم السبت كان يُقتل، وكان تقديس يوم السبت يمثل الوصية الرابعة من الوصايا العشر "اُذكر يوم السبت لتُقدِّسه" (خر 20: 8) ولكن بعد القيامة فجر الأحد تغيَّر تقديس يوم الرب من السبت إلى الأحد، ولم يكن هذا أمرًا سهلًا.. يقول الشهيد الفيلسوف يوستين "إننا نجتمع معًا يوم الأحد لأجل العبادة ودراسة كتاب اللَّه، لأن اللَّه في مثل هذا اليوم خلق النور وكذلك فيه قام يسوع المسيح مخلصنا من الأموات وظهر لتلاميذه".

ووضعت الكنيسة طقس يوم الجمعة العظيمة بألحانه الرائعة تذكارًا لصلب السيد المسيح وآلامه، وطقس ليلة أبو غالمسيس تذكارًا لوضع جسد المسيح في القبر وانطلاق روحه إلى الجحيم، وتخليص جميع أرواح الذين ماتوا على الرجاء، وطقس عيد القيامة تذكارًا لقيامة الرب يسوع من الأموات، وجاء في تاريخ كنيستنا القبطية أن الوثنيين هجموا على الكنيسة في عيد القيامة يوم 8 مايو سنة 68م وقبضوا على مارمرقس وقادوه للاستشهاد.


وتعيد الكنيسة للصليب مرتين في العام يوم 17 توت، 10 برمهات وجاء في قراءات عيد الصليب:

* "السلام للصليب علامة الظفر الذي أُعطي للمسيحيين ليتقووا من قِبله. السلام للصليب الشجرة التي في الفردوس التي أغصانها العطرية تحيي كل أحد.. السلام للصليب علامة الخلاص الذي رآه قسطنطين يضيء في وسط السماء.. السلام للصليب المنارة الذهب المصفـّى الذي أُنير عليها المصباح الذي هو عمانوئيل. السـلام للصليب قضيب خشبـة اللوز الـذي دم الحمـل يقطر عليه".

(طرح لعيد الصليب ـ كتاب دورة عيدي الصليب والشعانين).

* "من قِبل شجرة واحدة نُفيَ آدم إلى خارج الفردوس. ومن قِبل عود الصليب المبارك رُدَّ إلى رتبته مرة أخرى. من قِبل صليبه وقيامته المقدَّسة رُدَّ الإنسان مـرة أخرى إلى الفردوس" (ربع يردّده المرتلون فـي دورة عيد الصليب).

* "أيها المؤمنون. فلنسبح الرب يسوع، ونسجد لصليبه الخشبة المقدَّسة، غير المائتة.. نفخر بك أيها الصليب، الذي صُلِب عليك يسوع، لأنه من قِبل مثالك، صرنا أحرارًا.. نحملك على أعناقنـا، أيها الصليب ناصر المسيحيين، وبشجاعـة نصـرخ جهـارًا: السـلام لك أيهـا الصليب" (ذكصولوجية عيد الصليب).


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
- لماذا تفتخر المسيحية بالصليب إلى هذه الدرجة؟أ. حلمي القمص يعقوب
لماذا تفتخر المسيحية بالصليب إلى هذه الدرجة؟!
بالصليب ربي فداني بالصليب رد كياني
من الخلفيات المسيحية المميزة للموبايل خلفية الفرح بالصليب
لماذا تفتخر المسيحية بالصليب؟


الساعة الآن 06:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024