منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 12 - 2021, 07:06 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

- القمص صليب حكيم

الزواج غايته روحية وليست جسدية:
إن الغاية من الزواج المسيحي هو إنشاء أسرة لتكوين كنيسة صغيرة وذلك من أجل امتداد ملكوت الله وانتشاره على الأرض، لأنه من مجموع الأسر أو الكنائس الصغيرة تتكون الكنيسة الكبيرة.

والكنيسة الكبيرة هي ملكوت المسيح على الأرض، وهى شبه السماء، لأنها تتكون من مجموع المؤمنين القديسين، كما يخاطب معلمنا بولس أهل أفسس بقوله "إلى القديسين الذين في أفسس والمؤمنين في المسيح يسوع" (أف1: 1).

والأسرة كجماعة مؤمنين يسميها الكتاب المقدس كنيسة كما يقول معلمنا بولس لفليمون "إلى الكنيسة التي في بيتك" (فل2)، أنظر أيضًا (رو16: 5، كو4: 15).

والأسرة كنيسة لأن الكنيسة والأسرة سر تكوينهما واحد فمعلمنا بولس يصف سر تكوين الأُسرة أي سر الزواج قارنًا إياه بسر تكوين الكنيسة بقوله "هذا السر عظيم ولكني أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف5: 32) أي أن السريْن متشابهان تمامًا.

فسر تكوين الكنيسة هو الروح القدس الذي حل في يوم الخمسين على الرسل فربطهم بشخص المسيح وبصليبه وقيامته وأقواله، وعمل في كرازتهم لربط المؤمنين (أي الكنيسة) بالمسيح، ولازال يعمل في الكنيسة وفي بقائها ووحدة الإيمان فيها. والروح القدس أيضًا هو نفسه سر تكوين الأسرة بعمله في سر الإكليل وفي أفراد الأسرة وفي حياتهم المشتركة وفي بقاء الرابطة والوحدة القلبية بينهم كعلامة لوحدتهم الأبدية مع الله.

والكنيسة رأسها المسيح (أف5: 23). كما أن الأسرة رأسها المسيح أيضًا، لأن الرجل رأس المرأة (أف5: 23) والمسيح رأس كل رجل (1كو11: 3) فيكون المسيح هو رأس كل أسرة.

وكما أن الكنيسة أعضاء كثيرون في جسد واحد هو جسد المسيح، ومواهب متنوعة في روح واحد هو روح الله القدوس (1كو12)، كذلك أيضًا الأسرة أفراد كثيرون كل حسب عمله ولكن تجمعهم حياة إيمانية واحدة وهى حياتهم بالمسيح، ويعمل في محبتهم وخدمتهم بعضهم لبعض الروح القدس الذي يؤلف قلوبهم مثل قيثارة فيكونون لحنًا موسيقيًا عذبًا وتفوح منهم رائحة المحبة كالطيب الكهنوتي الزكي، ويشيع بينهم السلام كندى مرطب للقلوب مثل ندى الجبال المقدسة (انظر مز 133).

والكنيسة تجتمع في صلاتها الجمهورية حول المذبح المقدس حيث يسوع الذبيحة الناطقة السمائية كما رآه يوحنا في وسط العرش في السماء (رؤ5: 6)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. والأسرة كلها تجتمع في بيتها في عبادتها العائلية حول يسوع رأسها لتقدم له ذبيحة التسبيح والتأملات الروحية، هذه العبادة التي تؤهل أفرادها لشركة الذبيح الحقيقي على المذبح الكنسي المقدس.

وهكذا نرى الأسرة تعد أفرادها لشركة حياة الكنيسة لأن الأسرة مثال الكنيسة، ونرى الكنيسة تعد أفرادها لشركة حياة السماء لأن الكنيسة شبه السماء.

هذه هي الأُسرة التي كل مَن يسعى لتكوينها لابد أن يكون هدفه السماء، ولا سماء بدون المسيح لأن المسيح هو طريقنا إليها، فهو الطريق وهو الحق وهو الحياة. ولا حياة في المسيح ولا تأهيل للحياة الأبدية إلا بالروح القدس.

لذلك فالأسرة المبنية على المسيح وعلى عمل الروح القدس في أفرادها، تكون وحدة بنائية في جسم الكنيسة أي جسد المسيح، والكنيسة كجسد المسيح ممتدة عبر الزمن وممتدة من الأرض للسماء بامتداد عمل المسيح نفسه غير المتجزئ وغير المحدود.

ومجموعة الأسر التي تُكون الكنيسة على الأرض هي الخميرة وهى حبة الخردل.. التي يكون نسلها حسب الوعد الإلهي مباركًا، ويصير مثل نجوم السماء ورمل البحر.

وبذلك تكون هذه الأسر عينها هي المصدر والمنبع الفياض بسر فاعلية الروح القدس فيها، الذي يزود السماء بالأعضاء الجدد في الكنيسة المنتصرة.

إذًا تكوين الأسرة أو الزواج لم يشرعه الله لكي يشبع غريزة الجسد، إنما وضع غريزة الجسد أصلًا لقيام الزواج لأجل تكوين نسل مقدس، كما قيل لأبينا إبراهيم أب جميع المؤمنين "بإسحق (ابن الموعد) يدعى لك نسل. وفي نسلك تتبارك جميع قبائل الأرض" (تك21: 22، 28: 14).

فالله ليست غايته أن يطلب نسلًا جسديًا من أي زواج كان، يعيش للعالم الأرضي، ثم يرجع إلى التراب وينزل إلى الهاوية، لكنه يطلب نسلًا روحيًا من زواج مقدس، يحيا للوطن السماوي ويعد نفسه في الأرض بسيرة شبه ملائكية من أجل حياة السماء حيث سنكون هناك كملائكة الله ونتمتع بالنعيم الدائم والسعادة الأبدية مع الله وملائكته.

والله يطلب كذلك نسلًا للبنوة الإلهية لأنه أعطانا أن نكون أبناءه كما يقول "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله" (1يو3: 1). وبالتالي يريدنا إخوة للمسيح لأن المسيح نفسه "لا يستحي أن يدعونا إخوة" (عب2: 11) وإن كنا إخوة للمسيح فنحن أولاد الله "وإن كنا أولادًا فنحن ورثة أيضًا، ورثة الله ووارثون مع المسيح" (رو8: 17). فأي مجد لنا كأولاد الله وإخوة للمسيح!!

إذًا هناك أغراض إلهية روحية سماوية للزواج، ومن يتزوج بأحد الغرباء يبعد كلية عن كل تلك الأغراض التي أرادها الله من الزواج بين ذوي الإيمان الواحد بالمسيح لأن من يتزوج بالغرباء يفقد أساسًا حياته مع المسيح لأنه يرتبط بهم ارتباطًا كاملًا، ليس بهم فقط ولكن بعائلاتهم وبديانتهم ويندمج معهم في وسطهم ويقطع نفسه من عائلته ومن وسطه الروحي ومن كنيسته، وكأنه انتقل إلى حياة أخرى في مجتمع آخر ثم إلى مصير آخر.

وهذا يوضح التأثير القوي الذي يحدثه الزواج من الغرباء في علاقات الإنسان الاجتماعية ومن ثم في حياته الإيمانية والدينية.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الزواج حياة يقودها اثنين وليست موت بطيء يستنزف الصحة
أنا أعرف أن النفس البشرية روحية وليست جسدية
...فالله لا يسمح مطلقاً بأية علاقة جسدية أو عاطفية خارج اطار الزواج المقدس.وهكذا يجب أن تكون كل عروس
عندما تشعر أنك لستُ على ما يُرام تحت ضعف أو آلام نفسيه أو جسدية أو روحية
البلتاجي الاستفتاء على الدستور سيتم واللي عاجبه عاجبه


الساعة الآن 02:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024