ما احتمله أتروبيوس من آلام حتى الموت لم يكن صادرًا عن وثنيين وإنما هو ثمرة خلط السياسة بالدين، فقد نُفي القديس يوحنا ذهبي الفم ظلمًا بسبب الإمبراطورة أفدوكسيا، تاركًا كنيسة القسطنطينية إلى جبال القوقاز بأرمينيا، محرومًا من شعبه، محتملًا كل المتاعب بقلب فرح ونفس متهللة.التهب جو القسطنطينية بنفي القديس، وفجأة شب نار في كاتدرائية القسطنطينية، قيل أن نارًا خرجت من تحت المذبح تعلن غضب الله على ما حدث تجاه البطريرك المظلوم. وقال البعض أن مقاومي القديس ذهبي الفم فعلوا ذلك ليقتلوا أتباعه الذين في الكاتدرائية، غير أن مقاومي القديس اتهموا أتباعه أنهم فعلوا ذلك لإثارة السلطات. وقد سمعت السلطات لهم فاستدعت القارئ أتروبيوس وشددت عليه ليعترف بأسماء الذين أشعلوا النيران، وإذ لم يذكر اسمًا واحدًا بالرغم من شدة العذابات التي سقط تحتها، إذ جلدوه بعنف كما مشطوا جنبيه ووجهه بأمشاط حديدية، ووضعت مشاعل بجوار أعضاء جسمه الحساسة، أخيرًا ألقوه في جب حيث انتقلت نفسه بعد قليل وهو في الجب.