منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 12 - 2021, 06:35 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

القمص صليب حكيم
عوامل مُعينة على حياة القداسة



أ- الاقتراب للمقدسات يستوجب الاغتسال والصوم عن الجسد:
إن كانت الأمور التي جبلها الله في خلقتنا أو وضعها لنا في علاقاتنا به طاهرة وصالحة إلا أنها تتفاوت في كرامتها واعتبارها. وهذا التفاوت نجده بين العلاقة الجسدية والمقدسات التي تربطنا بالله.

فإن كانت العلاقة الجسدية لا تنجس الإنسان لكنها تتضمن إشباعًا لحاجة جسدية لذلك تعتبر فطرًا مثلما أن الطعام يشبع حاجة جسدية ومن يأكل يعتبر مفطرًا. والقانون الروحي الذي نسير عليه أننا نتعامل مع كل مقدساتنا ونحن صائمين غير مفطرين. أي صائمين عن الطعام وعن العلاقة الجسدية ليس باعتبارها نجاسة ولكن باعتبارها فطرًا وتضعف من الاستعداد الروحي لتقبل ومعايشة الأمور الروحية السماوية وكذلك بالاغتسال ليس فقط لنظافة الجسد عند اقترابنا لمقدسات الله ولسلامة صحتنا الجسدية بل لانتقالنا أيضًا فكريًا وشعوريًا من مستوى الجسد إلى مستوى المسئوليات الأدبية والروحية نحو هذه المقدسات.

ب - إنه أمر إلهي:
والاحتياط بالاغتسال والصوم هو ما أمر الرب به موسى قبل أن يصعد إلى الجبل ليسلمه الشريعة بقوله له "اذهب إلى الشعب وقدسهم اليوم وغدًا وليغسلوا ثيابهم ويكونوا مستعدين لليوم الثالث. لأنه في اليوم الثالث ينزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء" فقال موسى للشعب "كونوا مستعدين لليوم الثالث. لا تقربوا امرأة" (خر19: 15،10). وهذا أيضًا ما راعاه أبيمالك الكاهن مع داود عندما أراد وغلمانه أن يأكلوا من خبز التقدمة فاشترط أن يكونوا قد حفظوا أنفسهم ولا سيما من النساء. فأجابه داود "إن النساء قد منعت عنا منذ أمس وما قبله" (1صم21: 4، 5).

حـ - واجب المؤمنين:
لذلك استقرت كتب البيعة على عدم معرفة الزوجة ثلاثة أيام قبل التناول من الأسرار المقدسة أو على الأقل يومًا واحدًا، وكذلك قبل الدهن بزيت سر مسحة المرضى أو الرشم بمياه قداس اللقان أو نوال سر العماد لأن الأسرار المقدسة جميعها هي لتقديسنا وإعطائنا نعمًا روحية سماوية بفعل الروح القدس فيها وتستوجب الاستعداد الروحي الكامل للتقدم لها ونوال عطاياها. كذلك يراعى الابتعاد عن العلاقة الجسدية أثناء الصوم لأن الحكمة من الصوم هي تحرر الإنسان من اهتمامات الجسد من أجل انطلاق الروح للأمور السماوية من عبادة وتأمل وهذيذ بكلمة الله والتسبيح والترتيل بما يشبه الحياة الملائكية كصورة مصغرة لحياتنا في السماء.

كذلك الأعياد السيدية الكبرى وعيدا الصليب يجب حفظ قدسيتهم والاحتفال بهم في طهارة ونقاوة بعيدًا عن العلاقات الجسدية لأن فرحنا في أعيادنا هو فرح روحي حيث يحمل كل عيد بركة روحية لنا تخص مصيرنا الأبدي وحياتنا في السماء. وأصوامنا السابقة عليها هي موت عن أجسادنا بالتحرر من سلطانها لإعدادنا للفرح الروحي بالحياة السماوية. لذلك يخطئ من يحتفلون بها احتفالًا جسديًا بإشباع شهوة الجسد.
.

كذلك إن كان جسد الإنسان مصابًا بنزيف ينز من أي جزء منه دمًا أو صديدًا فلا يصح له التقدم للتناول. ومن يريد أن تسحب منه عينة دم لتحليل سكر أو خلافه فيكون ذلك قبل التقدم للتناول وليس بعده. والعلاقة الجسدية لا تمنع من الوقوف أمام الله للصلاة في المنزل أو القراءة في الكتاب المقدس ولكن بطبيعة الحال بعد الاغتسال بماء.


ثانيًا: العلاقة الجسدية وحدودها:
هناك حدود للسلطة على الجسد حتى لا يظن كل من الزوج والزوجة أنه طالما له الحق في جسد الزوج الآخر فيحق له أن يتصرف بحريته في جسد هذا الآخر غير عالم أن هناك حدودًا لهذا الحق وينبغي أن لا يخرج عن حدود اللياقة في علاقته به بحيث لا تتعدى العلاقة الطبيعية حسب نظام وظائف الأعضاء الذي خلقهما الله عليه. ويحذر معلمنا بولس من الشذوذ الجنسي ومن العلاقات الجنسية الخاطئة لكل من الرجل والمرأة، ويعلن غضب الله على الذين يفعلونها (رو1: 18-32). كذلك تكون العلاقة مراعية لأوامر الشريعة والمحرمات التي فصلناها في الباب الأول، وتكون في حدود القناعة والعفة بحيث لا تكون بشراهة زائدة مع مراعاة مشاعر وظروف وطاقة الطرف الآخر، وتكون مصحوبة بشعور قلبي داخلي بمحبة الطرف الآخر لشخصه أكثر مما لجسده بحيث تسمو العلاقة الجسدية بمشاعر الزوجين إلى أنها تعبير عن المحبة الحقيقية بينهما أكثر منها أمرًا جسديًا بحتًا.

ومن خلال مفهوم الحرية يظن البعض أن له الحق في أن يقدم جسد زوجه هدية لجسدٍ آخر وهو فكر منحرف خاطئ لأنه يخرج عن حدود تشريع ملكية الله للاثنين وتقنين وحدتهما الجسدية. فقد تسلمت الزوجة رجلها من الرب كما تسلم الرجل امرأته من الرب ليعيش الاثنان جسدًا واحدًا في الرب ولا يدخل جسد آخر بينهما ولا يحق لأحدهما تسليم الآخر لجسد آخر لأنه زنى.


ثالثًا: القناعة في الإشباع الجسدي:
أ - القناعة:
هي الفضيلة الوسط بين الشراهة وبين حرمان النفس والتقتير عليها. والمقصود بها هنا هو العفة في إشباع احتياجات الجسد وذلك بالاكتفاء بالقدر المعتدل دون ما إفراط (أي بزيادة) ولا تفريط (أي بتقصير).

ب - تأثير العفة على الشخص نفسه:
إذا كان من ملاحظات المشتغلين بدراسة السلوك البيولوجي والنفسي عند بعض الحيوانات والطيور أن لها نظامًا دقيقًا ومحدودًا جدًا في سلوكها الغريزي التلقائي. وخاصة السلوك الجنسي فمن باب أولى الإنسان الذي أعطاه الله عقلًا. هو قادر على أن يضبط به ميوله ورغباته وينظمها في الحدود التي تحفظ صحة جسده وسلامة جهازه العصبي وتقتصد له من عمره ومن مجهوده ما يسمح له بتنمية حياته وإسعاد نفسه بجوانب أخرى في كيانه الروحي والعقلي والنفسي. وبذلك يعطي توازنًا في تكامل جوانب شخصيته.

لأن الإسراف في جانب مع إهمال الجوانب الأخرى يُخِلُّ بتكامل الشخصية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. بل وتكون أقرب في صفاتها وأحاسيسها نحو ذلك الجانب. فإسراف الشخص في شهوات الجسد يؤثر كثيرًا على مستواه الروحي وبعض سلوكياته.

والإنسان الذي يطلق العنان لنفسه للانغماس في شهوات الجسد دون تعقل يسئ إلى أقوى دعامة لجهاز المناعة في جسمه لدوام صحته ومقاومته للأمراض وللشيخوخة المبكرة. وقوة الصحة ودوامها تمنح القدرة على العمل والإنتاج ومقاومة ظواهر الطبيعة القاسية وساندة للقوة الغضبية العامل المساعد للدفاع عن النفس ضد الأخطار المفاجئة.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة البرّ هي حياة القداسة والكمال
قداسة البابا تواضروس الثاني “حياة القداسة و القداسة للكل فكيف تكون”
عوامل مؤثرة في حياة الذبابة
علشان تنقذه.. تعرف على أهم عوامل الخطورة على حياة مريض القلب
الروح القدس والتدرُّج من حياة الخطية إلى حياة القداسة


الساعة الآن 05:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024