رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
س: ما هو الفرق بين العين البسيطة والعين الشريرة؟
ج: مكتوب "سِراجُ الجسد هو العين. فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كلُّهُ يكوننيّراً. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كلهُ يكون مظلماً. فإن كان النور الذيفيك ظلاماً فالظلام كم يكون" فسراج الجسد هو العين وبحسب المكتوب في سفر المزامير "سراجٌ لرجلي كلامكونورٌُ لسبيلي." تكون العين البسيطة هي التي تنظر إلى الأمور بنور كلمةالله، فتراها كما يراها الله وتقيّمها كما يقيّمها الله. فهذه هي "البساطةالتي في المسيح." لذلك يقول الرسول بولس أيضاً للكورنثيين "لأن فخرنا هوهذا شهادة ضميرنا أننا في بساطةٍ وإِخلاص الله لا في حكمةٍٍ جسديَّة بل فينعمة الله تصرَّفنا في العالم ولا سيما من نحوكم." وبالعكس فالعين الشريرةهي التي تتصرف في العالم "بحكمة الناس" وليس في نعمة الله فهذه العينالشريرة تمجد الإنسان ورغباته وشهواته، وتمجد "كلام الحكمة الإنسانيةالمقنع" وترى الأمور وتقيّمها إنسانياً أو مادياً في انفصال عن اللهوحينئذٍ تقود العين الشريرة الجسد كله للسلوك في الظلام والابتعاد عن نورالمسيح ويصف الكتاب السالكين هذا السلوك بقوله "الذين نهايتهم الهلاكالذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضيَّات." العين البسيطة تقود الجسد كله للسلوك في النور في المسيح يسوع كما شهدالمسيح أيضاً عن نفسه "قائلاً أنا هو نور العالم. مَنْ يتبعني فلا يمشي فيالظلمة بل يكون لهُ نور الحياة." جُلّ الأمر هو أن العين لا ترى شيئاً بدون النور.. فإذا وُجدت العين فيظلامٍ دامس لا ترى شيئاً حتى يضئ لها نور فتتمكن من الرؤية. فإن كانتالعين ترى بنور المسيح "المُشرَقُ من العَلاَءِ." فهي عين بسيطة تقودالإنسان للسلوك في النور يقي، نور المسيح. أما إذا كانت ترى بنور آخرإنساني أو ذاتي أو شيطاني لأن الشيطان يحاول تقليد النور "ولا عجب. لأنالشيطان نفسه يُغيّر شكلهُ إلى شبه ملاك نورٍ." فهذه هي عين شريرة تقودالإنسان للسلوك في الظلام "والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب."إلى أن يجد الإنسان نفسه مطروحاً "إلى الظلمة الخارجيَّة. هناك يكونالبُكاءُ وصرير الأسنان." لذلك يقول الكتاب عن الهالكين "الذين فيهم إلههذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئَلاَّ تضئَ لهم إنارة إنجيل مجدالمسيح الذي هو صورة الله." وهكذا يتضح لنا أن الطريق الوحيد للتمتعبالعين البسيطة هو أن تضئ لنا إنارة إنجيل مجد المسيح فيولد الإنسان منفوق ويستمتع ببساطة العين ونقاء القلب فيتم فيه المكتوب "طوبى للأَنقِياءِالقلب. لأنهم يعاينون الله." "لأن الله الذي قال أن يشرق نورٌ من ظلمةٍ هوالذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح" ولكي نتفهم الأمر أكثر دعونا الآن نتناول بعض أمثلة العين الشرير. ورد في سفر التكوين "فرأَت المرأََة أن الشجرة جيّدة للأكل وأنها بهجةللعيون وأن الشجرة شهيّة للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاًمعها فأكل." وشجرة معرفة الخير والشر هذه كانت موجودة من قبل وكانت حواءتراها من قبل لكنها الآن بعد أن سمحت للشيطان أن يشككها في صدق اللهومحبته لها صارت لها عين شريرة فنظرت للشجرة فرأتها كما يراها الشيطانوقيًّمتها كما يقيَّمها الشيطان فسقطت وأسقطت رجلها أيضاً معها. وهكذا سقطكل الجنس البشري. مثل آخر في أيام إبراهيم مكتوب عن لوط ابن أخيه "فرفع لوط عينيهِ ورأَى كلدائرة الأردن أن جميعها سَقْيٌ قبلما أخرب الرب سَدُوم وعمورة كجنة الربكأرض مصر.. فاختار لوط لنفسهِ كل دائرة الأردن" وهنا نرى لوط تحت تأثيرالشيطان يرى نفسه قادراً على الاختيار لنفسه بحسب مرأى عينيه.. وماذا كانتنتيجة اختياره؟ وماذا يمكن أن تكون نتيجة الاختيار تحت تأثير الشيطان؟كانت النتيجة فساد وهلاك أسرة لوط أما هو فخلص "ولكن كما بنار." مثل ثالث في أيام يشوع حينما حرّم الله أريحا وكل ما فيها لكن رجلاً يُدعى"عاخان بن كرمي" رأى "في الغنيمة رداءً شنعاريًَّا نفيساً ومَئتي شاقل فضةولسان ذهب وزنهُ خمسون شاقلاً" فاشتهاها وأخذها. وطمرها في الأرض في وسطخيمته والفضة تحتها. وماذا جنى عاخان من نظرته الشريرة للغنيمة التياشتهاها؟ وماذا تجني نظرة كل عين شريرة لما حرّمه الله؟ لقد خسر عاخان كلشئ بل خسر نفسه وحياته وحياة أسرته وكدّر كل إسرائيل فكدّره الرب. وهكذافالعين الشريرة لا تجلب إلا الخطية والعصيان والتمرد والظلام والهلاكللجسد كله… والآن نتناول بعض أمثلة العين البسيطة: حدث في أيام أليشع رجل الله حينما أراد ملك آرام أن يأخذ أليشع "فأُخبِروقيل لهُ هوذا هو في دوثان. فأرسل إلى هناك خيلاً ومركبات وجيشاً ثقيلاًوجاءُوا ليلاً وأحاطوا بالمدينة. فبكر خادم رجل الله وقام وخرج وإذا جيشمحيط بالمدينة وخيل ومركبات. فقال غلامهُ لهُ آهِ يا سيدي كيف نعمل. فقاللا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم. وصلَّى أليشع وقال يا ربُّافتح عينيهِ فيبصر. ففتح الربُّ عيني الغلام فأبصر وإذا الجبل مملوٌّخيلاً ومركبات نارٍ حول أليشع." وهنا نرى أن أليشع كان يرى قوة اللهلحمايته فكان مطمئناً هادئاً في وسط التجارب الشديدة، وحينما انزعج غلامهصلى اليشع ليفتح الرب عيني الغلام ليطمئن إذ يبصر ويدرك أن قوة اللهلحماية أولاده أقوى من كل قوى الشر والعدوان عليهم. فالنظرة البسيطة هنا هي النظرة الإيمانية التي ترى من لا يُرى الذي هو شخصالمسيح، فيحيا الإنسان البار بالإيمان في هدوء وطمأنينة في كل ظروفالحياة. مثل آخر من حياة أيوب حينما ضربه الله ثم ضايقه أصحابه فنطق بما لم يفهمثم أجابه الرب من العاصفة فقال أيوب "بسمع الأذن قد سمعت عنك والآن رَأَتكعيني. لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد" وهنا قادت العين البسيطة -إذرأت الله- صاحبها إلى الإتضاع والانكسار والندم والتوبة واختبار قدرة اللهوالتيقن من محبته "ورفع الربُّ وجه أيوب. وردَّ الربُّ سبى أيوب لما صلَّىلأجل أصحابهِ وزاد الربُّ على كل ما كان لأيوب ضعفاً." أيضاً مكتوب عن موسى أنه "بالإيمان ترك مصر غير خائفٍ من غضب الملك لأنهُتشدَّد كأنهُ يَرَى مَنْ لا يُرَى." وهنا أيضاً نرى النظرة الإيمانية التيتشدد الإنسان وقد كافأه الرب بعد هذا الإيمان بأربعين عاماً وأرسله وعادبه إلى مصر لإخراج شعب الله من هناك. كذلك حينما ظهر المسيح بعد القيامة للتلاميذ "وكانت الأبواب مغلقة حيث كانالتلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاءَ يسوع ووقف في الوسط وقال لهمسلامٌ لكم. ولمَّا قال هذا أَراهم يديهِ وجنبهُ. ففرح التلاميذ إذ رأواالربَّ." وهكذا فالعين البسيطة ترى المسيح فيفرح القلب ويبتهج. لكن في الختام نتأمل في قول المسيح لتوما "لأنك رأَيتني يا توما آمنت.طوبى للذين آمنوا ولم يروا" وهنا نرى أن المسيح يطوّب الإنسان الذي يعيشبالإيمان كأنه يرى من لا يُرى ويسلك مطمئنا مهما كانت الظروف ضيقة ومعقدةلكنه واثق في صدق وأمانة الله متيقنٌ أن المسيح الذي قال "وها أنا معكم كلالأيَّام إلى انقضاءِ الدهر." إنما هو "الآمين الشاهد الأمين الصادق" وهومعنا كل حين وهكذا نختبر ما اختبره داود حينما قال "جعلتُ الربَّ أمامي فيكل حين. لأنهُ عن يميني فلا أتزعزع." ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين. منقول |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
العين القاسيه والعين الرحيمه -البابا تواضروس |
العين البسيطة تُنير والعين الشريرة تُظلم الإنسان |
العين الشريرة والعين البسيطة في الكتاب المقدس |
العين البسيطة |
من العين دى والعين دى |