منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 11 - 2021, 06:51 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

البابا كيرلس وجمال عبد الناصر.. حب لا يموت

البابا كيرلس وجمال عبد الناصر.. حب لا يموت \


فى مثل هذا اليوم من عام 1971، توقف قلب البابا كيرلس السادس، بطريرك مصر والسودان والحبشة وجنوب إفريقيا، والخمس مدن الغربية، هكذا كان يوصف البطريرك الـ116 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وهو القديس الذى يحتفل به المسيحيون داخل مصر وخارجها تعبيرًا عن عشقهم غير المحدود لشخصه النادر على المستوى الروحى والمستوى الوطنى، فعلاقته بالرئيس جمال عبد الناصر صارت تعبيرًا عن علاقة حب ووطنية الكنيسة المصرية، والتى يعيدها للأذهان بقوة علاقة الرئيس عبدالفتاح السيسى بقداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقد جمعهما حب الوطن كأسمى وأهم علاقة تفوق كل شىء وتعلوا فوق كل مطلب.

وسيظل البحث عن أسرار العلاقة بين "كيرلس وجمال" محل دراسات كثيرة، حيث يقول أسامة عيد، صحفى، إن للبابا كيرلس إنجازات لا تحصى منها بداية النهضة فى المهجر بأمريكا وكندا وأستراليا، وهذا فى رأيى، والكلام على لسان عيد، يعتبر إنجازًا عظيمًا لظروف مصر فى وقتها، وما كانت تعانيه من حصار دولى بعد حرب 1956، ومع ذلك لم تتوقف رعايته يوم واحد.

وأضاف: "كان البابا كيرلس داعما للوطن بكل قوة، وربطته صداقة بالرئيس جمال عبد الناصر وصفت بالصداقة القوية، وبكى لرحيل عبد الناصر بشدة أمام الشعب وداخل سرادق العزاء، مما يدل على قوة هذه العلاقة".



وتابع: "ربطته أيضا علاقة أبوية مع الإمبرطور هيلاسى، امبراطور الحبشة، وكان الأخير يحترم البابا جدًا ويعتبره والده الروحى، ويحسب له أنه كان إداريا ونشيطا ولم تكن له حاشية معينة، وكان الأقرب إلى شعبه وعوضهم عن محنة البابا يوساب والضغوط والمشاكل التى مرت بها الكنيسة فى عصره بسبب خادمه ملك".

وقال: "للعلم كان اختياره غريبا، حيث رُشح البابا كيرلس فى آخر ساعة، وحدث موقف كوميدى أثناء القرعة الهيكلية، حيث اختار الطفل الأوراق كلها ثم عادوا واغمضوا عينيه، واختار ورقة القمص مينا الذى أصبح البابا كيرلس السادس نيح الله نفسه".

أسرار العلاقة

أما ماجد كامل، الباحث بأسقفية الشباب، فيقول تميزت العلاقة التى ربطت بين البابا كيرلس السادس والزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالمحبة والحميمية، وهى العلاقة التى عبّر عنها محمد حسنين هيكل فى كتابه "خريف الغضب" بقوله "كانت العلاقات بين جمال عبد الناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة، وكان بينهما إعجاب متبادل، وكان معروف أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر فى أى وقت يشاء ".

وتابع كامل أنه فى لقاء ودى خاص بين عبد الناصر والبابا كيرلس تم فى بداية سيامته بطريركا عام 1959، قال البابا كيرلس لعبد الناصر: "إنى بعون الله سأعمل على تعليم أبنائى معرفة الله وحب الوطن ومعنى الأخوة الحقة ليشب الوطن وحدة قوية لديها الإيمان بالله والحب للوطن".


وأوضح أنه لعل أول مشكلة واجهت البابا كيرلس السادس مع بداية سيامته بطريركا هى رغبته فى بناء كاتدرائية جديدة فى أرض الأنبا رويس بالعباسية، ولم يكن لديه الاعتمادات المالية الكافية، ويروى هيكل فى كتابه أنه تلقى دعوة شخصية من البابا كيرلس للقائه، فتوجه إليه وبصحبته الأنبا صموئيل، وكان يشغل منصب أسقف الخدمات العامة والاجتماعية، (وهو نفسه الأسقف الذى استشهد مع الرئيس الراحل السادات فى حادث المنصة)، وفى هذا اللقاء فاتح البابا هيكل فى الموضوع وأبدى له حرجه من مفاتحة الرئيس فى الأمر مباشرة حتى لا تكون فيه إثارة أية حساسيات.

وعندما فاتح الرئيس فى الأمر أبدى تفهما كاملا، فهو كان يرى أهمية وحقوق المسيحيين فى النسيج المصرى الواحد، ثم أنه كان على وعى كامل بالمركز الممتاز للكنيسة القبطية ودورها الأساسى فى تاريخ مصر، وهكذا قرر أن تساهم الدولة بنصف مليون جنيه فى بناء الكاتدرائية الجديدة، نصفها يدفع نقدا ونصفها الآخر يدفع عينا بواسطة شركات المقاولات التابعة للقطاع العام والتى يمكن أن يعهد إليها بعملية البناء.

وبالفعل تم وضع الحجر الأساسى ببناء الكاتدرائية فى 24 يوليو 1965، وبحضور الرئيس عبد الناصر والبابا كيرلس السادس.

وفى حفل الافتتاح ألقى الرئيس عبد الناصر خطابًا تاريخيًا قال فيه "أيها الأخوة، يسرنى أن أشترك معكم اليوم فى إرساء حجر الأساس للكاتدرائية الجديدة، فحينما تقابلت أخيرا مع البابا فى منزلى، فاتحته فى بناء الكاتدرائية، وأن الحكومة مستعدة للمساهمة فى هذا الموضوع.. ولم يكن القصد من هذا فعلا المساهمة المادية، فالمساهمة المادية أمرها سهل، وأمرها يسير، ولكنى كنت أقصد الناحية المعنوية، إن هذه الثورة قامت أصلا على المحبة، ولم تقم أبدا بأى حال من الأحوال على الكراهية والتعصب.. هذه الثورة قامت وهى تدعو للمساواة، ولتكافؤ الفرص والمحبة والمساوة لأنه بالمحبة والمساواة، وتكافؤ الفرص تستطيع أن تبنى المجتمع الصحيح السليم الذى نريده والذى نادت به الأديان".

ويروى الكاتب الصفحى الراحل محمود فوزى فى كتابه "البابا كيرلس السادس وعبد الناصر"، والكلام لا يزال على لسان كامل، أن البابا كيرلس السادس زار الرئيس ذات يوم فى منزله، فجاء إليه أولاده وكل منهم معه حصالته، ثم وقفوا أمامه، وقال له الرئيس "أنا علمت أولادى وفهمتهم إن اللى يتبرع لكنيسة زى اللى يتبرع لجامع.. والأولاد لما عرفوا إنك بتبنى كاتدرائية صمموا على المساهمة فيها.. وقالوا حنحوش قرشين، ولما ييجى البابا كيرلس حنقدمهم له.. وأرجو ألّا تكسفهم وخذ منهم تبرعاتهم"، فأخرج البابا كيرلس منديله ووضعه على حجره ووضع أولاد عبد الناصر تبرعاتهم، ثم لفها وشكرهم وباركهم.

ويضيف كامل قائلا: "وجاء حفل افتتاح الكاتدرائية فى صباح يوم الثلاثاء 25 يونيو 1968، فى حفل مهيب حضره الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والبابا كيرلس السادس والإمبراطور هيلاسلاسى، إمبراطور إثيوبيا الراحل".

البابا كيرلس السادس وجمال عبد الناصر


وتابع: "من القصص الجميلة التى تروى عن هذا الحفل أنه أثناء صعود البابا والرئيس سلالم الكاتدرائية، صدرت آنة ألم خفيفة من الرئيس الراحل، فألتفت إليه البابا، وسأله: ما بك يا سيادة الرئيس ولماذا تتألم؟ لعلنى أنا الذى يحق لى أن أتآوه، إذ ما زلت أشعر بألم فى ساقى إثر الجلطة التى أصابتنى فى العام الماضى، فرد عليه الرئيس: "إننى أشعر بآلام فى ساقى أيضا"، فرد عليه البابا "ولماذا لم تخبرنا بذلك إننا كنا على استعداد لتأجيل الحفل حتى تتماثل سيادتكم للشفاء الكامل"، فرد عليه الرئيس "لا بل أنا مسرور هكذا".

وعندما أعلن الرئيس الراحل خطاب التنحى فى 8 يونيو 1967، توجه البابا كيرلس إلى منزله بمنشية البكرى بصحبة ثلاثة مطارنة ونحو خمسة عشر كاهنا، وعندما وجدوا طوفان البشر محيطا بمنزل الرئيس، صدرت التعليمات من رئاسة الجمهورية أن تقوم سيارة بفتح الطريق أمام سيارة البابا.

وعندما دخل المنزل قال "أنا عايز أقابل الريس"، فأخبروا الرئيس برغبة البابا فى مقابلته، فتحدث إليه فى التليفون قائلا: "أنا عمرى ما اتأخرت عن مقابلتك فى بيتى فى أى وقت... لكنى عيان والدكاترة من حولى"، فقال له البابا "طيب عاوز أسمع منك وعد واحد"، فرد عليه الرئيس "قل يا والدى"، فقال له البابا "الشعب بيأمرك أنك ما تتنازلش"، فرد عليه الرئيس "وأنا عند الشعب وأمرك".
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قداس افتتاح الكاتدرائية المرقسية فى عهد البابا كيرلس وهيلاسلاسى وجمال عبد الناصر الجزءالثالث
قداس افتتاح الكاتدرائية المرقسية فى عهد البابا كيرلس وهيلاسلاسى وجمال عبد الناصر الجزءالثانى
قداس افتتاح الكاتدرائية المرقسية فى عهد البابا كيرلس وهيلاسلاسى وجمال عبد الناصر الجزء الأول
محبة بعد عداوة البابا كيرلس وجمال عبد الناصر
البابا كيرلس وجمال عبد الناصر


الساعة الآن 02:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024