قصة طاحونة مصر القديم

[بشرى النهيسى]

قصة طاحونة مصر القديمة.. تعود لزمن الحملة الفرنسية وسكنها البابا كيرلس

طواحين الهواء هدمت عدا طاحونة "البابا" عمرت بها الكنائس والمضايف




«رجل الصلاة».. معلومات عن البابا كيرلس صديق عبد الناصر الذي منع الأقباط من زيارة إسرائيل

واحياءا للذكري الخمسين للبابا كيرلس السادس، التي تحل اليوم على رحيله، نلقي الضوء في هذا التقرير على أحد الأماكن التي ارتبطت باسمه منذ ثلاثينيات القرن الماضي حتي الآن.


طاحونة البابا كيرلس الساادس
يعود ارتباط تلك الطاحونة بالبابا كيرلس، منذ عام 1936م خلال رهبنة الأب مينا البراموسي ــ البابا كيرلس فيما بعدــ، حيث توجه إلى البابا يوأنس البابا البطريرك آنذاك، وطلب منه السماح له بالتوحد والسكن في إحدى طواحين الهواء في جبل المقطم بمصر القديمة، فسمح له

وبعدها توجه الأب مينا البراموسي في 23 يونيو من نفس العام إلى مدير دار الآثار العربية في هذا الوقت الدكتور حسن فؤاد، ووافق الدكتور حسن فؤاد على تأجير طاحونة الهواء للراهب المتوحد، بل وقام بدفع إيجارها للدولة من جيبه الخاص لمدة طويلة، ونبه على مفتش آثار المنطقة أن يزور الأب في الجبل، ويعطى أمرا لخفير الآثار أن يرعاه، ويقضى له احتياجاته.


طاحونة البابا كيرلس الساادس
وكانت تلك الطاحونة التي أجرها الراهب البراموسي، عبارة عن بناء من الحجر الجيرى دائرى الشكل ارتفاعه ستة أمتار بقطر ثلاثة أمتار، قائم على تل من تلال جبل المقطم وكان يعرف باسم تل الطواحين، حيث كان به خمسين طاحونة أقيمت أيام الحملة الفرنسية على مصر.

وسكن الراهب الطاحونة في وقت كان المكان موحشا لا يرتاده إلا الخارجين عن القانون والوحوش، وكان أيضا بلا باب ولا نوافذ أو سقف عاش الراهب مينا البراموسي في الطاحونة حوالي 6 سنوات، وأقام بها مذبحا للصلاة في الطابق الثاني، وكان يصلي فيه القداس بصورة يومية، وذاع صيته وكان يأتي إليه أناس كثيرون يطلبون العون أو الشفاء، أو المشورة.


طاحونة البابا كيرلس الساادس
في عام 1986 بدأ هدم الطواحين بالمنطقة، ولكنه تم الحفاظ على هذه الطاحونة، وعُرض على مقر دير الشهيد مارمينا بمريوط تسلم الطاحونة فسارع بشرائها وقطعة أرض محيطة بها، وتم بناء صور لها، وبدأت التعمير بالطاحونة والصلوات ترفع فيها من جديد.

نتيجة اهتمام الدير بالطاحونة زادت مساحتها وتم بناء عدة كنائس ومضيفة لاستيعاب الزوار المترددين عليها لينالوا بركة البابا كيرلس السادس.


طاحونة البابا كيرلس الساادس
البابا تواضروس الثاني، زار الطاحونة عام 2015 بمناسبة الاحتفال بذكرى رحيل البابا كيرلس السادس، وقام ضمن جولته بالمنطقة بزيارة المستشفى التابعة لها، وتفقد أقسامها، وتعرف على الإمكانيات المتوفرة بها.


وتم وضع تاج الـ 50 ــ اشارة إلى خمسين عاما أو اليوبيل الذهبي على رحيل البابا كيرلس ــ أعلى مبني الطاحونة وتم تزيين الكنيسة والطاحون بالعيد الخمسون، وشاركت الكشافة الكنيسة في تنظيم الزيارات.


طاحونة البابا كيرلس الساادس
وتنيح في مثل هذا اليوم من عام 1971، ونقل جثمانه في احتفال مهيب لدير مارمينا العجايبى، وفقا لوصيته، بعد 43 عاماً على رحيله وبالتحديد في 2013 منحه المجمع المقدس للكنيسة برئاسة البابا تواضروس الثاني لقب «قديس»، ليعطي هذا الاعتراف محبيه إمكانية بناء الكنائس باسمه.