رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تجنبوا المكسب المذموم
الراهب القمص بطرس البراموسي استحل البعض طرقًا كثيرة للكسب غير المشروع بحجة سوء الأحوال الاقتصادية وتَرَدّي جميع الأحوال المعيشية، مِن سَكَن وأكل وشُرب ودراسة وعلاج ومواصلات.. وما إلى ذلك من كل نواحي الحياة.. فبدلًا من أن يكون أمينًا على ما أعطاه الله له لكي يزداد: "اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ" (إنجيل لوقا 16: 10)، وبدلًا من أن يعيش الآية: "كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 10)، أصبح يَتَفَنَّن في كيف تزداد ثروته، وكيف يكثر من مكسبه أيًّا كانت الطريقة مشروعة أم غير مشروعة. وتداوَل البعض -وللأسف من المسيحيين- المقولة الشعبية التي تقول: "الرِّزق يحب الخفيَّة"! وكأنها آية كِتابية يجب تطبيقها، ناسين أن الله الذي: "يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ" (رسالة يعقوب 1: 5)، وهو الذي قال: "اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (إنجيل متى 6: 33؛ إنجيل لوقا 12: 31). أيَّة "خِفيِّة" أيها الحبيب التي تَتَكَلِّم عنها؟! هل تعني كَثْرَة تعبك في العمل لكي تُحَسِّن من دخلك أكثر وأكثر؟ أم تعني كما يُترجمها أهل العالم: الغِش والنَّصْب والاحتيال في كل شيء؟! ماذا تعني بالخِفية؟ هل أن تكون إنسان خفيف الظل، لا تُثْقِل على أحد بكثرة الطلبات لأنك إنسان عاطِل لا تريد أن تعمل وتجتهد وتمِد يدك طالِبًا المساعدة من الكنيسة والأفراد على أبواب وأفنية الكنائس وفي الشوارع العامة، وتقف في إشارات المرور تطرق على زجاج السيارة لِتُرينا علامة الصليب لكي تجبرنا على مساعدتك؟! أم تفهمها أنك تكون إنسان خفيف اليد، فتمد يدك في جيوب وحقائب المارة وراكِبي وسائل المواصلات لكي تَسْرِق ما بها.. وقد يكون ما سرقته هذا هو غذاء ودواء أسرة بأكملها لمدة شهر كامل، فتتركها في حسرة وألم وبُكاء وحُزن على ما حدث لهم من ضرر تَسَبَّبت أنت أيها الخفيف اليد في فِعله. هل شعرت بتبكيت الضمير في هذه اللحظة؟ أم أمَتّ ضميرك في مقابل أن تكون خفيف اليد والحركة لكي تحسن من رزقك ودخلك..؟! أين ضمير مَنْ استحَل أن يغش في مواد البِناء التي يرتفع بها مبنى ضخم، ويسكنه مَنْ دفعوا في اقتناء إحدى الشُقق من دمهم وعرقهم وحصيلة عُمرهم.. ثم نجده بعد سنوات قليلة كومًا من التراب، ينهار فوق ساكِنيه، فَمِنهم مَنْ يموت، ومنهم مَنْ يعيش بعاهات جسدية دائِمة، يتمنى بعدها موته أفضل من حياته عاجِزًا.. أين ضمير مَنْ يُغَيِّرون تاريخ الصلاحية على المواد الغِذائية لكي تمتد فترة بيعها، ويستخدمها البسطاء وتُسَبِّب لهم أمراضًا كثيرة، يصرفون ما تبقى من راتِبهم عليها ولا يستشفون.. أين ضمير مَنْ يعمَل في تغيير العُملة، ويتلاعبون مع العملاء بالكذب وعدم الوضوح والحلف الكاذِب، . كل ذلك من أجل زيادة الكَسب غير المشروع، وطُرُق الغش الكثيرة التي لا حصر لها.. فيا أخي المسيحي، انظر إلى تصرفاتك وعِش بالقول: "احكم يا أخي على نفسك، قبل أن يحكموا عليك". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
انت المكسب |
أنطيوخس المذلول |
المصري العبد المذلول |
كدرلعومر المذلول |
الحب هو المكسب |