رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا
دعوة ونداء دعوة " لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض... لأنه حيث يكون كنزكم فهناك يكون قلبكم"(مت 6: 19 -21) * والرب يدعونا للسماء وللالتصاق به، لهذا يدعونا للصلاة لنناديه يا أبانا... * يدعونا للصوم لنسمو ونزهد ونبتعد عن الأرضيات، لنرتفع للسماويات ليكون قلبنا هناك. * يدعونا للصدقة لكي نخدمه ونقترب منه ونحيا في حضرته، فخدمة الفقراء أو الضعفاء أو السجناء هي خدمة شخصية (كما قال: بي قد فعلتم) (مت 25: 40). نداء: " لست أطيق الإثم والاعتكاف" (إش 1: 13) كيف تصلون وتعتكفون للصلاة وما زلتم مصرون على خطاياكم وإثمكم، "فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم، وإن كثَّرتم الصلاة لا أسمع"(إش 1: 15) لهذا ينادى بفم إشعياء قائلاً: "اغتسلوا. تنقُّوا. اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينيَّ. كفُّوا عن فعل الشر. تعلَّموا فعل الخير. أُطلبوا الحق" (إش 1: 16 ، 17). فلكي نسمع الدعاء ونرتفع للسماء ونلبى النداء يجب أن نسعى للنقاء. صورة في موقع الأنبا تكلا: الكنز، كنز، حليات، الحلى، المجوهرات، مجوهرات، ، جواهر، أحجار كريمة. ولقد لخَّص الآباء الدعاء والنداء في سبعة خطوات لنصل للنقاء ونعاين رب السماء: 1- اغتسلوا: قديماً: لا يقدر كاهن أن يقترب من الهيكل ما لم يغتسل وإلَّا يموت (خر 30: 20) وأمَّا في عهدنا هذا: لا يقدر أحد أن يقترب من جسد المسيح ما لم يعتمد (يغتسل) يخلع الإنسان العتيق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى... والكاهن قبل أن يرفع الحمل وقبل التقديس يغسل يده ويقول تنضح علىَّ بزوفاك فأطهر، أغسل يديَّ في النقاوة فأطوف بمذبحك لأرى وجهك (راجع مز 26: 3) * الغسل (التقديس) مهم للاقتراب إلى الله، فإن كان هذا أمر مهم فنحن نفعل ما نقدر عليه، ونقف عاجزين ونُصلى قائلين: قدسنا، طهرنا، اغسلنا ليتقدس اسمك الذي دُعي علينا، فنسمع صوته يقول: "حممتك بالماء" (حز 16: 9) وأرش عليكم ماءً طاهراً (حز 36: 25) فإن مصدر قداستنا وسر حياتنا هو الرب. 2- تنقوا: لكي لا يكون النور الذي فيك ظلاماً (مت 6: 23) التوبة المستمرة تجعل نور المسيح الذي سكن فينا بالمعمودية يتجلى داخلنا، ويساعدنا على نقاء القلب لنعاين الله (مت 5: 8) فهو يكره الخطية، ولكنه يحب كل البشرية... يكره من يعصاه، ولكنه يحب الخطاة. * "يا بيت يعقوب، هلُمَّ فنسلك في نور الرب" (إش 2: 5) فهو: "مصور النور وخالق الظلمة" (إش 45: 7) فيجعلك: نوراً للأمم (إش 42: 6) حينئذٍ: "ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك" (إش 58: 8) "فقومي: استنيري؛ لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك" (إش 60: 1) لقد أشرق عليك بالتجسد، وأشرق فيك بالتناول، والرب نفسه: "يكون لك نوراً أبدياً ويُكمل أيام نوحك" (إش 60: 20) يُكمل لك الرب أيام غربتك بسلام... قُم الآن وتنقىِ واستنيري لأنه "قد تناهى الليل وتقارب النهار (المسيح) فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور، لنسلك بلياقة كما في النهار" (رو 12: 12- 13). 3- اعتزلوا: اعزلوا *شر أفعالكم من أمام عيني (إش 1: 16) إننا الآن على مصاعد إلهية لمعاينة أسراره السمائية. إننا بنعمة النقاء نقدر أن نميز بين الخير والشر... لأنه لا يستطيع أحد أن يعبد ربين (الله والمال.. الله والعالم) أمَّا أن يبغض الواحد (الله) ويحب الآخر أو يقبل الواحد (الله) ويرفض الآخر (مت 6: 24) اعتزل طريق المنافقين ومجلس المستهزئين (مز1: 1) لنسلك بلياقة كأبناء النور. * نعيش في العالم، والعالم لا يعيش فينا (1يو2: 15- 17) بل دائماً نقول كما في السماء كذلك على الأرض (مت 6: 10). لنطلب المشيئة السمائية والحياة الملائكية والسيرة الروحانية "إن شئتم وسمعتم منِّى تأكلون خيرات الأرض وإن أبيتم وعصيتم تؤكلون بالسيف" (إش 1: 19) فتغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي مشيئة الله (رو 12: 2). 4- كفوا: "كفوا عن فعل الشر" (إش1: 16) لنتضرع بإلحاح بلا ملل نهاراً وليلاً طالبين حنوه وترفقه وحراسته وستره علينا، علينا حتى تثبت إرادتنا بكامل حريتنا بالمثابرة الجادة، ملقين أنفسنا على رحمته وعظمته ونعمته. * كفوا و أُدخلوا الآن في الصخور واختبئوا في التراب من هيبة الرب ومن مجد قوته (إش 2: 10). * كفوا واطلبوا خبزنا كفانا أعطِنا اليوم (مت 6: 11). * كفوا عن القلق وانظروا إلى طيور السماء. * كفوا عن ضعف الإيمان، آمنوا فتأمنوا وتفهموا. 5- تعلموا: تعلموا فعل الخير، أنصفوا المظلوم (إش 1: 17) هلم نصعد إلى جبل الله (المسيح) إلى بيت إله يعقوب (كنيسته) وهو يعلمنا طرقه فنسلك في شريعته (إش 2: 3). * تعلموا: كيف تسألوا فتُعطوا... تطلبوا فتجدوا... تقرعوا فيفتح لكم (مت 7: 7) (لو 11: 9). * تعلموا: الرحمة وكونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم (لو 6: 36). * تعلموا: أن تقولوا: "اغفر لنا كما نغفر نحن أيضاً" (مت 6: 12) وتحكموا على أنفسكم فلا يُحكم عليكم (مت 7: 1). * تعلموا أن تقولوا: "يا رب علمنا أن نصلي"(لو11: 1) فكل من يسمع كلامي هذا ويعمل به أشبه برجل عاقل بنى بيته على الصخر (مت 24:7). 6- حبوا: حبوا الحق والسلام (زك 8: 19) أُطلبوا الحق (إش 1: 17) الحق هو المسيح، أحبوه واطلبوه فتجدوه، ومن يحبه قلبه يتسع لمحبة كل الناس، ويغفر لهم ولا يغضب من أحد لأنه هو أحبنا قبلاً (1يو 4: 10) وقال: هلم نتحاجج (إش 1: 18) أي نضع حداً للمعاتبة والحجة؛ لأني عارف بضعفكم وأنه ليس عندكم ما تنطقوا به للمجاوبة، فها أنا أغفر لكم وإن كانت خطاياكم كقرمز تبيض (إش 1: 18) فإن أحببنا بعضنا بعض (1يو 4: 12) نكون قد سلكنا الطريق. هذا هو انعكاس لنعمة الله علينا ولقبول الشركة معه في حمل الصليب وحمل أتعاب الآخرين (غل 6: 14). فتحب الرب إلهك من كل قلبك من كل فكرك من كل نفسك من كل قوتك (تث 6: 5)(مر 12: 30) وتحب قريبك مثل نفسك (مر 12: 31). 7- تحرروا: بالمحبة يفتح لنا وينير عقولنا وقلوبنا للتحرر والانطلاق، ولكنه لا يرغم أحداً... فهو يطلب: "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26) كتقدمة اختيارية، وهو يقدم لنا هباته وإمكانياته لنعمل حرية إرادته المقدسة في الوقت المناسب... أنا أعلم أنكم ترغبون في الطيران للسماء من الآن، ولكن الحاجة إلى إظهار الرغبة بالعمل والتفاعل مع النعمة. فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية (رو 12: 1). كمال الحرية: * أن أتعرف على الله الذي يفعل كل شيء كما شاء وكيفما يشاء؛ لأنه في كل شيء فيه الحرية المطلقة. *أن أقدم له مشورة حريتي وأكتب أعمالي تبعاً لأقواله، ودائماً أختفي فيه وأقول: "لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك" (مت 29: 36) *أن نتفرس في محبته وعمله كيف يجذب البعيدين بكامل حريتهم لحظيرته ولحضنه... لهذا يقول الكاهن في القداس الغريغوري (أقدم لك يا سيدي) مشورة حريتي وأكتب أعمالي تبعاً لأقوالك. أنت الذي أعطيتني... * أعطيتني الحرية بجسدك ودمك لأتحرر بهما. أنت الحر تحررني وتجذب الآخرين بكامل حريتهم... لنسلك بلياقة وحب وجدية لدعوته وندائه... اغتسلوا وتنقوا... اعتزلوا وكفوا... تعلَّموا وحبوا... خذوا أجنحة وطيروا وتحرروا... |
|