27 - 11 - 2021, 04:30 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
- الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا -
- - يقودني ليجربني
كما علمتني كنيستي: "حينئذ أصعد الروح يسوع إلي البرية، ليجربه إبليس" (مت 4: 1).
فكن كمعلمك: فليكن كل واحد مستعدًا كمعلمه؛ "لأنه ليس التلميذ أفضل من معلمه" (لو 6: 40).
حياتنا على الأرض مثل:
*المولود الذي يعيش في فرح ومحبه = إنسان روحاني مبتدأ يعيش بفرح الرب.
*عندما يشب قليلًا يدخل دائرة الامتحان والرسوب والنجاح والدرجات = إنسان روحاني في حالة تجارب وحروب.
*ثم يأخذ الشاب شهادة وخبره، يبدأ يحيا بها حياته ليكوَّن نفسه = إنسان روحاني نجح بنعمه ربنا على الأرض، بشهادة يدخل بها السماء ليحيا حياه أبديه سعيدة.
فكن مستعدًا: 1 – للتجربة 2 – للنصرة 3 - للخدمة
طالما أنت نشأت قليلًا في التدريب، لكي تصوم صومًا مقبولًا، اقبل ما يأتي عليك بفرح، وأنتظر النصرة والغلبة بنعمته، فتتيقن أن الله ضابط لكل شيء في حياتك.
للتجربة:
*من الله: الطريق كله الذي فيها سار الرب إلهك بك هذه الأربعين سنه في القفر لكي يذلك ويجربك ليعرف ما في قلبك. " أتحفظ وصاياه أم لا؟" (تث 8: 2) " لكي يحسن إليك في أخرتك" (تث 8: 16) " لقد سمح الله لحزقيا الملك" (2أخ 3: 31) أن يترك الله ليجربه ليعلم كل ما في قلبه. " فإن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله" (عب 12: 1).
*من الناس: كما فعلوا بالمسيح "ابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء، لكي يجربوه" (مر 8: 11) لقد سمح الله لأخوة يوسف ليجربوه و أيضًا امرأة فوطيفار، لكنه تمسك أكثر بالله وداود النبي ظل أصحابه يقنعونه أن الرب هو الذي أرسل شاول الملك له ليقتله، فلم يصدق.. فلا يخدعك كلام الناس بل تمسك بالله وبوصاياه.
*من الشيطان: جرب الشيطان الرب يسوع عندما فتح له الرب هذا الباب (وجاع أخيرًا) (مت4: 2) لذا فالشيطان يحاول أن يجربني ويقدم لي إله آخر إذا وجد فيَّ عدم نزاهة (1كو 7: 5) " أو انجذاب أو انخداع من شهوةٍ" (يع 1: 14) عن طريق:
* أغراني بالكبرياء بمجد العالم (أقفل عينك).
*الطريق السهل وتعظم المعيشة (ليكن لك قلب قنوع).
*الطعام والشراب والنهم والشراهة أصل النجاسة (تدرب على الصوم و الانقطاع).
قد يحاربني باحتياج جسدي (الجوع) أو نفسي (الأمان): أطرح نفسك، أو تحقيق الذات: أعبدني لا تصدق بل ارتفع مع أغسطينوس فوق العالم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ارتفع على الصليب. اصلب ذاتك وشهواتك وثق بالله ولا تخاف شيئًا.
للنصرة:
* بالأسلحة والتمرين: فافهم أنواع الأسلحة التي أعطيت لك، وتمرن عليها لكي تأتيك النصرة كما قيل "الفرس معد ليوم الحرب أما النصرة فمن الرب" (أم 21: 31) فثق بالرب وأعمل قدر استطاعتك " ففتيله مدخنه لا يطفئ حتى يخرج الحق إلي النصرة "(مت 12: 20).
* بمخافة الرب: إذ يدافع عنك لأنك مختفي فيه، فتكون الحرب هي للرب (1صم 17: 47) وكما قال أيضًا "ليس في مخافة الرب افتقار ولا يحتاج صاحبها إلي النصرة" (سي 40: 27) فكن مستعدًا بأن تكون ابنًا له وصديقه فهو: "إن كان الصديق ابن الله فهو ينصره، وينقذه من أيدي مقاوميه" (حك 2: 18).
* بالإرشاد والتلمذة: ليكن لك سندًا ومرجعًا وقدوه حسنه ومعرفه للطريق بالذين سبقوا، وتمثل بإيمانهم مع الاتكال على الرب ورحمته ونعمته، لأنه سبق وغلب الشيطان لحسابك.
" الأخوة والعون لساعة الضيق لكي نصره الرحمة فوق كليهما" (سي 40: 24).
للخدمة:
تخدمك الطبيعة: " وكانت جميع الخلائق كل واحده في جنسها تستبدل طبعها وتخدمك بحسب ما رسم لها، لكي يحفظ بنوك بغير ضر" (حك 19: 6) مثال البحر يصير يابسًا (خر14: 29) والحوت يبتلع يونان (يو1:17) والشمس تقف لا تغرب (يش 10: 13) والسماء تطعمك (خر16: 4) والصخرة تسقيك (عد 20: 8) .
*أعدائك يخدموك:" وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك.. لأن الأمة والمملكة التي لا تخدمك تباد وخرابًا تخرب" (أش 60: 10، 12) "فقم واستنر لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك" (أش 60: 1) فإن قبل توبتك واتضاعك وبعدما سلمت للسبي والعبودية سيجعل من ضايقك يقف بجانبك، ويحذرهم إن لم تقفوا ستخرب هذه المدينة خرابًا.
*طغمات سمائية لخدمتك:"مرسله لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب1:14) فالرب دائمًا ينصرك بنعمته ومحبته ويحوط عليك بالملائكة والقديسين لكي تكون بمعسكرهم محفوظًا ويرشدك بقيادتهم.
فتقوى، أدخل إلي طريقه، وبالجهاد وبالنعمة تتمتع بالنصرة، والخدمة والسنده.
|