رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هرطقة مقدونيوس وألوهية الروح القدس
أما عن ألوهية الروح القدس فكما أوردنا سابقًا من سفر أيوب "روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني" (أى 33: 4) فهو الإله الخالق. وقيل في المزمور "أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب. إن صعدت إلى السموات فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر فهناك أيضًا تهديني يدك وتمسكني يمينك" (مز 139: 7-10). وهذا يثبت أن الروح القدس حاضر في كل مكان، ويثبت ألوهية الروح القدس. كما أن القديس بطرس في حواره مع حنانيا وسفيرة قد اعتبر أن من يكذب على الروح القدس يكذب على الله (انظر أع 5: 4)، لأن الروح القدس هو الله، كما أن الآب هو الله والابن هو الله من حيث الجوهر. الابن هو ابن الله من حيث الأقنوم. فإن قلنا أنه الله نقصد من حيث الجوهر وإن قلنا أنه ابن الله نقصد وضعه الأقنومي. وهكذا أيضًا الآب من حيث الجوهر هو الله ومن حيث الأقنوم هو الآب، لذلك قال معلمنا بولس الرسول عن الآب في أكثر من موضع "الله وأبينا" (أنظر غل 1: 4، في 4: 20) فالله وأبينا هو واحد. أما عن أقنومية الروح القدس فقد قال السيد المسيح "ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب" (يو 15 : 26). معنى ذلك أن الروح القدس ليس هو الابن. وقال كذلك "أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق" (يو 14 : 16، 17). فكلمة "آخر" هنا لا تعنى انفصاله عن الآب أو عن الابن بل تعنى أن له شخصيته الخاصة المتمايزة. إذن الروح القدس ليس طاقةً أو قوة، كما يدّعى شهود يهوه، بل هو شخص حقيقي يتكلم ويسمع وله ضمير الملكية. فهو أقنوم إلهي واحد في الجوهر مع الآب والابن. "قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع 13 : 2). وعبارة "افرزوا لي" تشير إلى شخصية الروح القدس أنه صاحب ضمير الملكية. وليس هذا فقط بل قال السيد المسيح "ذاك يمجدني" (يو16 :14)، وكلمة ذاك تقال عن شخص أو أقنوم وليس عن قوة أو طاقة. وقال عنه أيضًا "متى جاء ذاك روح الحق" (يو16 :13). فقال السيد المسيح عنه: "ذاك"، وقال عنه "جاء" وقال عنه "يتكلم" وقال عنه "ما يسمع يتكلم به" وقال عنه "يأخذ" وقال عنه "يخبر" وقال عنهُ "يشهد". كل هذه الأشياء التي قيلت عن الروح القدس تدل على أقنوميته. فكما أن الابن له شخصيته الحقيقية التي أدركناها حينما جاء لخلاص العالم، فالروح القدس أيضًا له شخصيته الحقيقة التي أدركناها حينما جاء ليقود الكنيسة ويشهد للمسيح ويعمل في الأسرار. وبهذا نكون قد أثبتنا من خلال تعليم الآباء استنادًا إلى الكتب المقدسة أن الروح القدس مساوي للآب والابن في الجوهر وأنه أقنوم حقيقي له شخصيته المتمايزة. أثبتنا ألوهيته وفساد تعليم مقدونيوس، الذي حرمه المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية عام 381 م.، وحضره البابا تيموثاوس الأول بابا الإسكندرية (22). وعُزل مقدونيوس من رتبته كبطريرك للقسطنطينية. وقد حُرم مقدونيوس هو وهرطقته من فم الكنيسة الجامعة، لذلك في صلاة التحليل في القداس الإلهي نأخذ الحل من فم المائة والخمسين المجتمعين في القسطنطينية على أساس رفضنا لتعليم كل من مقدونيوس وأبوليناريوس وسابيليوس الذين حرمهم الآباء المجتمعين في هذا المجمع. |
|