منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 11 - 2021, 09:14 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

الراهب القمص بطرس البراموسي

زيارة الأديرة.. للبركة أم للترفيه؟




منذ خمس وعشرون سنة أو أكثر بقليل كنا ونحن ذاهبين لزيارة أحد أديرتنا العريقة العامرة بالآباء القديسين، كنا نقضى أيامًا كثيرة في الاستعداد لهذه الرحلة المباركة روحيًا ونفسيًا، وكان من تأخر عن الاعتراف فترة من الزمن يذهب لأب اعترافه ليقدم توبة قلبية عما فعله، استعدادًا لذهابه للدير وحضور القداس والتناول من الافخارستيا وأخذ بركة قديسي البرية، وعندما يصل بنا أتوبيس الرحلة إلى بداية طريق (مدق) الدير الحجري كان يشعر كل منا بقشعريرة تسرى في جسده بمجرد أن نبدأ في لحن التمجيد لقديسي الدير الذي سنتوجه إليه.. وكانت كل مسافة السفر نقضيها في صلوات وسماع سير القديسين والكلمات الروحية، وكنا دائمًا نسمع من المسئولين عن هذا اليوم الروحي العميق بعض النصائح والتوجيهات التي تهدف إلى أكبر استفادة روحية من هذا اليوم المبارك، وكان كلًا منا يأخذ معه أجندته الخاصة، ليكتب بعض التأملات أو أقوال القديسين التي نقرأها، أو بعض مذكراته عن هذا اليوم الروحي المُمتع الذي كنا فيه كأننا في السماء.. كم كنا نشتاق لهذا اليوم المليء بالبركات وننتظره بشوق ولهفه ومشاعر روحية جمة..

- وكنا ننزل من السيارات التي أوصلتنا إلى الدير بقمة الوقار في السلوك والكلام والملبس، ولم نكن نسمح أو نسمع من أحد أي كلمة خارجة أو صوتً عالٍ.. وكنا ندخل الدير وننحني بميطانية احترام أمام باب الدير الأثري ونقبل رماله التي سار عليها الآباء القديسين ساكني الموضع المقدس منذ نشأته حتى الآن، ونحن نشعر برهبة ومخافة متذكرين قول يعقوب الكبير أبو الآباء "ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء" (تك 28: 17). وأيضًا ما قاله القديس نيلوس: "كن في الكنيسة مثل مَنْ هو في السماء، امشي ولا تتكلم".

وسرعان ما مر بنا الزمن وتغيرت الظروف، ورصفت المدقات الوعرة، وأصبحت طرقًا سهلة ممهده، توفر الوقت والمجهود، وتكاثر عدد الرحلات وعدد الزائرين، وفتحت الأديرة أبوابها لأبنائها للتبرك، وللتمثُل بسير الآباء القديسين مثلما قال القديس الأنبا موسى الأسود: "كن مُداوِمًا على قراءة سير القديسين، كيما تأكلك غيرة أعمالهم".

- ولكن بدلًا من أن تأكلنا غيرة أعمالهم، تحولت هذه الزيارات الكثيرة إلى ترفيه وهرج ومرج، وأصبحت سلوكيات شعبنا المبارك لا تنم على توقير هذه الأماكن المباركة، ولكن عبرت عن الاستهانة بها، بكثرة الضحك والصوت العالي، والشجار وعدم الالتزام بالهدوء والحفاظ على قدسية المكان، بل يصل الأمر بأننا أصبحنا لم نعد نفرق بين زيارة الدير للتبرك والذهاب إلى أحد الحدائق للترفيه!!
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نصائح للترفيه اثناء الرحلة
زوادة اليوم : زيارة الأديرة
المعنى السليم للبركة أو المفهوم الصحيح للبركة
«إرهاب اللحظات الأخيرة».. قنبلة «بدائية» تستهدف سيارة أمن مركزي في محيط قسم الطالبية دون إصابات
20 فكرة للترفيه عن العائلة بالأجازه


الساعة الآن 06:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024