الحقيقة هي أقرب إليهم من حبل الوريد!. رغم ذلك قلوبهم منها في غير مكان!. يتغنّون بها وما يبالون بها!. يمثِّلون الشّوق إليها وما يتمثّلونها!. يصنعونها أصنامًا ويرفعونها ذبائح على مذابح أصنامهم!. يملأون بطونهم من التّعييد لها، ويتركونها لعازرَ يشتهي أن يشبع من فتات مَن يقتبلها ولو يسيرًا ولا يتسنّى له!. عشراؤها، في هذا الدّهر، المحسوبون سخفاء قاصرين، نجسين، الكلابَ، لذا يبقى مقامُها المذودَ حتّى تغادرَهم، ظاهرًا، وما تغادرُهم في الحقّ، بل هم يغادرونها إلى أرض الظّلمة وظلال الموت، فيما تبقى عينُ الحقيقة عليهم أسًى علّهم يرتدّون!..
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان