رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحد المُرسَلين كان قد أُصيبَ في إحدى عينيهِ بإصابة بالغة أتلفتها، فركَّبوا له مكانها عينًا زجاجية مُشابهة لعينه الأصلية، مع الفارق أنها لا تُبصر طبعًا. كان هذا المُرسَل يخدم الرب في منطقة ريفية في إحدى البلاد الحارة. وكان يعمل بالزراعة ليساعد أهل المنطقة بإعطائهم أجر مقابل عملهم في هذه المزرعة، ثم بتوزيع منتجاتها على المحتاجين. لاحظ الرجل أنه عندما يكون في وسطهم، فإن العمال يعملون بجدية ونشاط في شتى أجزاء المزرعة، فإذا ما ذهب ليقضي أمرًا ما، يعود ليكتشف أنهم تقريبًا لم ينجزوا شيئًا منذ تركهم! وكان هذا يزعجه كثيرًا، فهو مضطر أن يترك المكان لينجز بعض الأمور الضرورية الخاصة بالخدمة وبالمزرعة، وفي الوقت نفسه هو يعلم أنه كلما أنتجت المزرعة أكثر كلما أمكنه مساعدة عائلات أكثر. فكَّر كثيرًا كيف يحل هذا الأمر، ويدفع العاملون أن يعملوا بأمانة أكثر حتى في غيابه. واتته فكرة ونفَّذها، ونجحت! كان كلما أراد أن يذهب بعيدًا عن المزرعة، يأتي بعصا طويلة يغرزها في الأرض، ثم يخلع عينه الزجاجية ويتركها عليها. وعند رجوعه كان يجد العمل مستمرًا بنفس الهِمة! مرة سمعهم يتهامسون: ”إن عينه هنا .. إنه يرانا“! لذلك كانوا يعملوا بجِد. هل تضحك عليهم، عزيزي القارئ؟! لا تضحك! بل تعال لنعتبِر معًا: دعنا من العين الزجاجية التي لا قدرة لها على الإبصار. لكن هل تنسى العين التي تُبصر حتى الأعماق والأسرار، ولا يُخفي الظلام عنها خافية «فقلت: إنما الظلمة تغشاني. فالليل يضيء حولي! الظلمة أيضًا لا تظلم لديك، والليل مثل النهار يُضيء، كالظلمة هكذا النور» ( مزمور 139: 11 ، 12). ليتنا نتذكَّر في كل حين أن «طرق الإنسان أمام عيني الرب، وهو يَزِن كل سُبُله» ( أمثال 5: 21 )؛ فنتصرف دائمًا ونحن نوقن أن «الرب في هيكل قُدسهِ. الرب في السماء كرسيه. عيناه تنظران، أجفانه تمتحن بني آدم» (مزمور 11: 4). |
|