††ظهور رب المجد له :
فلما كان منتصف الليل ظهر نور عظيم فى السجن وإذ الرب يسوع المسيح قد تجلى فى السجن ومعه طغمة من الملائكة وإمتلآ المكان كله من رائحة الطيب وناداه الرب قائلاً : " إنهض يا حبيبي جرجس. قم صحيحاً من غير أن يكون فى جسدك شيئاً من الفساد" فللوقت نهض القديس فرحاً مسروراً من غير أن يكون فى جسده شيئاً من أثر العذاب والجراح، وخرَّ ساجداً للرب متهللاً برحمته وللوقت ملآه الرب قوة وقال له: "إنهض قائماً يا حبيبي لأني أكون معك حتى تخزي هؤلاء الملوك الكفرة المنافقين والآن يا حبيبي جرجس كما أنه لم يقم فى مواليد النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان كذلك أيضاً لن يكون فى الشهداء من يشبهك ولا يكون لك نظير فيهم إلى الأبد وسوف تظل سبع سنوات فى العذاب وتموت ثلاث ميتات وأنا أقيمك وفى المرة الرابعة آتي إليك على سحاب النور مع طغمات العلويين وآخذ وديعتي تلك التى أودعتها فى جسدك والآن إثبت وتقو لا تتزعزع لأني أكون معك". ولما قال له المخلص هذا ملآه من القوة والفرح وأعطاه السلام وصعد إلى السموات مع الملائكة الأطهار والقديس شاخص إليه.
مكث القديس بعد ذلك فرحاً متهللاً يمجد الله ويسبحه حتى أشرق نور الصباح دون أن يدري من فرط تعزيته بحلاوة إلهه الساهر عليه حينئذ حضر الجنود إلى السجن بأمر الملك والملوك الذين معه لينظروا هل جرجس مازال باقياً على قيد الحياة أم لا؟ فلما فتح الجنود باب السجن وتطلعوا إذ القديس قائماً يصلي ووجهه يضيء كالشمس وليس فى جسده أي أثر للعذاب البتة فتعجبوا لذلك وعادوا مسرعين وأعلموا الملوك بكل شيء .