منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 11 - 2021, 06:55 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

- القمص تادرس يعقوب ملطي
- القديس مار أوغريس البنطي


قصة حياة أوغريس أو ايفاجريوس Evagrius of Pontus تمثل صورة حية لقوة التوبة التي ترفع الإنسان من الحياة الساقطة الدنيئة ليصير عضوًا روحيًا فعالًا في حياة الكنيسة، كما تمثل لغزًا أيضًا. فبينما عاش صديقًا وتلميذًا للقديس مقاريوس الكبير، لكنه -إذ اهتم بالتفسير الرمزي والتأمل في الكتاب المقدس- مع الكتابة كان له أثره على كثيرين مثل بالاديوس ويوحنا كاسيان ومكسيموس المعترف، مقدمًا لهم الأفكار الأوريجانية الرئيسية. كما سبب انشقاقًا في الحياة الرهبانية، إذ ثار كثيرون من محبي الحياة التقوية البسيطة على منهجه، وحسبوه مفسدًا للرهبنة بأفكاره الأوريجانية الرمزية.

تحدث تلميذه القديس بالاديوس عن سيرته قائلًا: [من غير اللائق أن نعبر في صمت على الشماس الشهير إفجاريوس، رجل عاش في نظام رسولي حق. يجب كتابتها لأجل البنيان الروحي لمن يقرأها ولمجد صلاح مخلصنا 2.]

نشأته

ولد في مدينة ايبورا Ibora من أعمال بنطس سنة 346 م. قيل إن أباه كان قسًا 3 أو خوري أبسكوبوس 4. رسمه القديس باسيليوس أسقف قيصرية قارئًا، والقديس غريغوريوس النزينزي شماسًا، ورافق الأخير في المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية عام 381م.

في القسطنطينية سلمه القديس غريغوريوس للبطريرك نكتاريوس بوصفه شماسًا بارعًا في دحض كل الهرطقات، فصار واعظًا شهيرًا، ُعرف بحمية الشباب في دحض البدعة.

رهبنته بجبل نتريا ومنطقة القلالي

في سنة 382م ترك القسطنطينية إلى صحراء نتريا ليدرب نفسه بين الرهبان، وقد بقى بها عامين تقريبًا لينتقل إلى منطقة القلالي حتى نياحته عام 399م...

وقد صار تلميذًا للقديسين المقارين وصديقًا حميمًا لهما. أراد القديس الإسكندري أن يرسمه أسقفًا فرفض. وقد روى لنا القديس بالاديوس قصة رهبنته في شيء من التفصيل، نذكرها في اختصار 6.

كان ايفاجريوس الشماس مكرمًا جدًا بالقسطنطينية، وكان له عمله الوعظي الفعّال، لكن عدو الخير اقتنصه بالتفكير في إحدى النساء الشريفات، وإذ كان يخاف الله صار يبكى طالبًا من الله أن يحرره من أفكار الشهوة، خاصة وأن السيدة نفسها كانت تحبه جدًا... وفي إحدى الأيام إذ كان يصلى بحرارة رأي كأن جنود الوالى ألقوا القبض عليه وقيدوه وألقوه في حبس ووضعوا قيدًا حول عنقه دون إبداء الأسباب، فظن أن ما حّل به كان بشكوى من زوج المرأة عقابًا له على أفكاره.

اضطرب ايفاجريوس جدًا، لكنه شاهد أيضًا آخرين يحاكمون...، وإذا بالملاك يتحول إلى صديق يتحدث معه وهو مقيد مُساق مع أربعين من المجرمين هكذا:

- لما ُحجزت أيها الشماس هنا؟

- لست أدر على وجه التحديد، لكنى أشك أن للوالي شكاية ضدي، وقد امتلأ حسدًا، وأخشى أن يأخذ القاضي نفسه رشوة ويعاقبني.

-أصغ إلى نصيحة صديق، فإنه لا أمان لك هنا في هذه الليلة.

- أطلب من الله أن يحررني من هذه الضيقة، وإن رأيتني بعد ذلك في القسطنطينية عاقبني دون محاكمة.

- سأقدم لك الإنجيل وتقسم عليه أنك تغادر المدينة، وتهتم بنفسك، وأنا أحررك من الضيقة.

- سأحزم أمتعتي اليوم وأترك المدينة فورًا.

أدرك ايفاجريوس أنه كان في رؤيا، لكنه شعر بالتزام أن يتمم ما تعهد به في الرؤيا، وقام للحال وانطلق بمركب إلى أورشليم، حيث استقبلته الراهبة الرومانية المطوبة ميلانيا Milania 7.

لكن للأسف كشاب نال شهرة عظيمة فقسى الشيطان قلبه، وعاد إلى أفكار الشر خلال غروره وكبريائه، فسمح له الله بحمى شديدة أنهكت قواه، وقد بقى يعانى منها ستة شهور دون شفاء.

هنا تدخلت القديسة ميلانيا لتسأله: "يا بنى، إني حزينة لمرضك الطويل، قل لي: ما في فكرك، لأن مرضك ليس بعسير على الله"، وإذ صارحها بكل شيء قالت له: "ليتك تعدني بالله أن تقصد الحياة الرهبانية، ومع أنني خاطئة لكنني أصلى من أجلك فيهبك الله الشفاء"، فوافقها على ذلك، وصلت من أجله... وإذ شفي بعد أيام قليلة انطلق إلى جبل نتريا في مصر ليمارس حياة روحية تقوية جديدة، مجاهدًا بلا انقطاع في نسكٍ شديدٍ مع عبادة ودراسة في الكتاب المقدس وأيضا النساخة إذ كان خطه جميلًا.

ضيّق عليه شيطان الشهوة الخناق كما قال بنفسه للقديس بالاديوس حتى كان يضطر أن يقف عاريًا في وسط الليل في البرد فيتجمد جسده... وهو يصرخ ويصلى... وكان عنيفًا جدًا مع جسده لتأديب نفسه.

يروى لنا القديس بالاديوس أن ثلاثة شياطين ظهروا للقديس مار أوغريس في شكل كهنة، جاءوا إليه في وسط النهار واختبروا إيمانه، أعلن أحدهم أنه أريوسى، وآخر أنه من أتباع انوميوس (قائد الحركة الأريوسية الجديدة) وثالث أبوليناري Apollinarism (ينكر أن للسيد المسيح نفس بشرية) وقد أفحمهم القديس بكلمات قليلة بعلمه ومعرفته 8.

مع القديس مقاريوس

قال: [إنني مضيت إلى الأب القديس مقار، فسألته عن الأفكار التي تقاتلني بها الشيطان... فلما تحدث معي أضاء وجهه أكثر من ضوء الشمس، ولما لم أستطع أن أنظر إلى وجهه سقطت على وجهي فبسط يده وأنهضني.]

يبدو أن مار أوغريس كثيرًا ما كان ُيحارب بالكبرياء بسبب معرفته وعلمه، إذ قيل إنه لما جاء للقديس مقاريوس مرة يسأله كلمة حياة، قال له: "إنك حقًا تحتاج أن تتزين بالفضيلة، ولكن الأفضل لك إن كنت تستطيع أن تطرد عنك فخر الكلمة العالمية، وتتمسك بتواضع العشار فتحيا". فقال أوغريس: "إنه لما قال لي هذا عملت له مطانية metanoia وانصرفت، وكنت أقول في نفسي إن أفكاري مكشوفة لأنبا مقار رجل الله، وكنت في كل وقت أقابله أرتعد من حكمه الذي سمعته منه".

كما يقول مار أوغريس: [كنت ذات يوم في صحبة القديس مقار الكبير في وقت الظهيرة، وبينما كنت أحترق من شدة العطش استأذنت منه لأشرب ماءً، فأجابني: "أكتفِ بالبقاء في الظل، فإنه يوجد الآن كثيرين من هم مسافرون بالبر أو بالبحر محرومون حتى من هذا الظل المتوفر أمامك". وبينما كنت أحدثه عن الإماتة قال لي: "لقد قضيت عشرين عامًا كاملًا لم أكمل إرادتي في الأكل والشرب والنوم، فما كنت أتناول الخبز إلا بقدر، والماء كنت أشربه بالكيل، أما النوم فكنت استرق القليل منه باستنادي على الحائط على قدر حاجة الجسد".

قال أيضًا إنه لم يمس خضروات أو فاكهة أو عنبًا ولا استحم طوال فترة بقائه في البرية، لكنه تحت الضغط أكل طعامًا مطبوخًا بالنار في السنة السادسة عشر من سكناه في البرية لسوء صحته وضعف معدته. لم يأكل خبزًا إنما كان يكتفي ببعض الأعشاب وحبوب الشعير 9.

أخبر أحد تلاميذه عما سيحدث بعد 18 عام، وقد تحققت كلماته.

ضُرب من الشياطين مرات بلا عدد.

روى لنا أيضا أنه يومًا ما ُفقد مفتاح الكنيسة، فرشم على المزلاج علامة الصليب ودفعه بيده، فانفتح وهو ينادى اسم المسيح.

كتاباته

إذ كان يميل إلى التأمل الأوريجاني وجد معارضة شديدة من بعض الرهبان، ولعل هذا هو السبب في فقدان كل كتاباته باللغة الأصلية، فلم تبقَ لنا إلا الترجمات اللاتينية أو السريانية.

ويعتبر القديس أوغريس أول راهب غزير في كتاباته من جهة الكمية ومن أثرها علي التقوى المسيحية. فقد كان غالبية الرهبان لا يميلون إلى الكتابة سوى نسخ ما هو لغيرهم، أما القديس أوغريس فارتباطه وحبه لشخصية أوريجانوس، وأفكاره جعله خصبًا في كتاباته... بل واعتبره الدارسون المؤسس للفكر الباطني (السري mystical) الرهباني. تأثر به قادة شرقيون وغربيون مثل بالاديوس ويوحنا كليماكوس وهيسخيوس ومكسيموس المعترف ويوحنا كاسيان وفيلوكسينوس واسحق أسقف نينوى وغيرهم...

امتدت مدرسته من القرن الرابع حتى الخامس عشر، ولا يزال لها أثرها حتى القرن العشرين.

دين سنة 553م في مجمع نيقية كأوريجاني، وبقى هذا الاتهام موجهًا ضده أكثر من مرة.

أهم كتاباته هي:

1- "أفكار الشر الثمانية"، هذا الفكر أخذه عن آباء برية مصر حيث كانوا يحصرون الخطايا في سبع أو ثمان خطايا. وقد قدم من الكتاب المقدس اقتراحات لمقاومة كل فكر.

في هذا الكتاب أظهر أن الراهب "العامل" هو الراهب الدائم الجهاد.

2- "الراهب"، وضعه في جزئين، الأول يضم 100 عبارة والثاني. عبارة، فيه يتحدث عن عمل الراهب وحياته، مقتبسًا أقوال من آباء الحياة النسكية مثل القديسين أنطونيوس ومقاريوس المصري وأثناسيوس وسيرابيون وديديموس وباسيليوس الكبير.

3- "مرآة للرهبان والراهبات".

4- "مشاكل غنوسية"، يضم 600 عبارة في 6 كتب.

5- "عن الصلاة"، نُسب خطأ لنيلس أسقف أنقرة.

6- تفاسير كتابية، فقد تعلم من أوريجانوس بجانب الفكر السري تفاسير الكتاب المقدس.

7- له 67 رسالة، منها رسالة إلى القديسة ميلانية.

من كلماته

* تذكر على الدوام ساعة خروجك، ولا تنسى الدينونة الأبدية، فلا توجد في نفسك خطية.

* استبعد التجارب فلا يخلص أحد.

* إذ أبلغه إنسان أن أباه مات، قال له: "كف عن التجديف فإن أبي خالد".

_______
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس أوغريس أو إيفاجريوس مع القديس مكاريوس
قصة حياة أوغريس أو إيفاجريوس البنطي (وليس النبطي)
القديس أوغريس
أين ولد القديس مار أوغريس؟
القديس أوغريس البنطي (الأنبا إيفاجريوس البنطي | مارأوغريس)


الساعة الآن 07:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024