رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مرساة الرجاء الرجاء الموضوع أمامنا، الذي هو لنا كمرساةٍ للنفس مؤتمنة وثابتة، تدخل إلى ما داخل الحجاب، حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا... ( عب 6: 18 - 20) إن بعض الملاحظات الواضحة في عبرانيين6 تكشف عن أن رجاء المؤمن ليس مجرد أمر خيالي وهمي، بل هو منهج مستمر للاحتفاظ بالقوة، حيث يقارن الرسول بين يقيننا وبين أولئك الذين يهلكون بسبب العواصف التي تُصيبهم أثناء اتجاههم لميناء غير مأمون. فالذين يهربون من غضب الله، يحصلون على السلام والأمان، إذ تتم مُصالحتهم ونوالهم الخلاص الأبدي، وإذ ألقوا مرساتهم يتأكدون بأنهم ليسوا بعيدين عن سماء بلا ضجيج. وكاتب العبرانيين يصف هذه الحالة بالقول: «مرساة للنفس»، تلك المرساة المؤكدة، والثابتة، وبالتالي فهي لا تشدنا بعيدًا، وحبالها لا تنقطع، وبالتالي لا انفصال لنا عن مصدر أمننا الذي لا يتزعزع. إن البحَّار الحكيم لا يلقي مرساته أثناء العاصفة ما لم يصل إلى مكان أمين، وهناك فقط يلقي بمرساته فيتأكد أمانه وسلامته، وإذ يفعل ذلك فإنه يثق فيما لا يراه، لأن المرساة قد استقرت في أعماق البحر. وإذ لا يراها وهي تضمن سلامته، فإن ثقته تكمن من ثقته برُبطها القوية. إن أولئك الذين بالإيمان بالمسيح يؤمنون بما لا يرونه، فإنهم في علاقة معه بالروح القدس. إنهم لا يرون مرساتهم، إلا أنهم يثقون في شخصه لخلاصهم وأمنهم الأبدي. وأفضل من عمق مياه البحر هو علو السماوات «تدخل إلى ما داخل الحجاب» ( عب 6: 19 )، وهو ما لم تنظره عيون المؤمنين؛ فهناك المرساة غير المُعطلة، والرُبط التي لا تنقطع، لأن «لا علو ولا عُمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» ( رو 8: 39 ). وفي هذه النقطة يتحول كاتب العبرانيين عن المُشابهات المختلفة إلى البشارة المُفرحة. فليس مَن بات في البحار، بيته الأبدي في عمقها، بل أعلى من السماوات المنظورة نفسها. لذلك فنحن نقرأ عن سيدنا أنه دخل «كسابقٍ لأجلنا» ( عب 6: 20 )، قد دخل إلى ما داخل الحجاب، وهذا يعني أنه إذ ذهب رأسًا إلى هناك، فنحن نتبعه في وقتنا المحدد. كما وأننا نؤمن بوعده بأنه سيأتي ثانيةً لأجل الذين صنع لهم الخلاص، وأنه لا يتأخر في ذلك ( عب 10: 37 ). وفي الوقت نفسه فإنه إن ذُقنا الموت، وكنا مؤمنين فإننا سنذهب إليه لنكون معه، ذاك الذي «أُسلِمَ من أجل خطايانا، وأُقيم لأجل تبريرنا» ( رو 4: 25 ). فإن عشنا أو مُتنا فإنه يجب أن نحيا في خدمته ـ ذاك الذي هو بالنسبة لنا «رجاء المجد» ( كو 1: 27 ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إنه عند ساحل السفن أي في مرسى آمن، مشيرًا بذلك إلى المسيح مرساة الرجاء |
كنت مرساة الرجاء |
“مرساة التشفير” |
مرساة | مراسي |
مرساة النفس |