رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل اغتظت بالصواب؟ .. رجعوا عن طريقهم الرديئة .. فغَم ذلك يونان غماً شديداً، فاغتاظ ... فقال الرب: هل اغتظت بالصواب؟ ( يون 3: 10 -4: 4) في يونان نرى قديساً واقعاً تحت تأثير الجسد (أي الطبيعة العتيقة الساقطة). فلا أحد ينكر أن الجسد هو الذي دعا يونان إلى الهروب من وجه الرب، وهذا الداعي عينه كان هو الذي ناداه وهو خارج المدينة بعد مُناداته التي جلبت الخلاص، فجلس ليرى ماذا سيفعل الرب. فبدلاً من أن يمتلئ قلبه فرحاً لأجل توبة أهل نينوى، أضحى قلقاً على سُمعته كنبي. وبينما فرحت السماء، إذ لم يكن خاطئاً واحداً الذي تاب، بل ربوات من الخطاة، نجد أنه قد "غمَّ ذلك يونان غماً شديداً فاغتاظ". كم كانت حالته مُحزنة، ولكنه لم يكن شاعراً بذلك، فقد كان تقديره لقيمته الشخصية يتضاءل أمامه فناء وهلاك مَنْ تشاركوا معه في اللحم والدم. وبلغت به بلادة الإحساس إلى الحد الذي رفع معه صلاته إلى الله، مُعبراً عن تلك الأفكار، وكأنه على حق فيها، ملقياً باللوم على الله. "وصلى إلى الرب وقال: آه يا رب، أَليس هذا كلامي إذ كنت بعد في أرضي؟ ... فالآن يا رب خُذ نفسي مني، لأن موتي خيرٌ من حياتي". يكاد المرء لا يصدق أن يصل الأمر بخادم الله إلى مثل هذه الحالة، ولكن ما كان هذا إلا تفاقماً للمرض الداخلي الذي كان فيه، ألا وهو الكبرياء، ذلك المرض الكامن في الصدور، والذي يجد فرصته للظهور والنشاط في أي قديس يكون خارج دائرة الشركة. وكان في سؤال الرب الرقيق ما يكفي لأن يكسر كبرياء يونان، لولا أنه كان قد امتلأ بالمشغولية بذاته، "فقال الرب: هل اغتظت بالصواب؟" فلم يوبخه الرب، وإنما فقط سأله هذا السؤال الفاحص، الذي كان يجب أن ينبه عبده، فيقوم على التو ويرجع إلى وضعه الصحيح. كم مرة وجه إلينا الرب مثل هذا السؤال وهو يغربلنا ليفصل عنا الأفكار والعواطف الدنسة، أو لمنع أرجلنا عن طرقنا الخاصة، ليردنا إلى طرقه التي أهملناها؟ "هل صواباً؟ ..."، هل صواباً أن نُرضي أنفسنا ونهينه هو؟ بكل تأكيد كلا. ولكن العجيب هو بُطء قلوبنا في إدراكها لمدى انحرافها عندما تكون قد تقسَّت بفعل الخطية. . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(تك 4: 6) فقال الرب لقايين: لماذا اغتظت؟ |
هل اغتظت بالصواب؟ (2) |
يونان "اغتظت بالصواب حتى الموت" |
فقال (يونان): اغتظت بالصواب حتي الموت ( يون 4 : 9 ) |
فكّر بالصواب |