رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النبي الهارب !! وصار قول الرب إلى يونان ... قُم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ونادِ عليها... فقام يونان ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب ( يون 1: 1 -3) كانت الكبرياء والتعصب الديني هما سر عناد يونان وعصيانه. كان يعلم أن الله طويل الأناة وأنه يُسّر بالرحمة، ومن ثمَّ خشيَ على سُمعته كنبي؛ فكانت أفكاره بعيدة عن أفكار الرب بحيث أنه لم يستطع أن يحتمل إعلان النعمة للأمم. كان يعلم أن يهوه قديماً على استعداد أن يستبقي مُدن السهل لو وجد فيها عشرة أبرار. فإذا كان يهوه قد تصرف هكذا يومئذ، فهو إذاً لن يصب غضبه على نينوى إذا ما خضع أهلها للكلمة وسقطوا أمامه تائبين. ويا لها صورة لخداع القلب البشري نجدها في هذا جميعه، حتى في واحد من قديسي الله؟ وكم من مرة شعرنا بحقارة أنفسنا لأننا سمحنا لمثل هذه الميول الشريرة أن تأخذ طريقها! وكم هو أيسر عندي أن أُصرّ على إدانة أخي إذا كان ـ مثلاً ـ قد ألحق بي نوعاً من الإيذاء، منه لو كان قد أخطأ ضد غيري أو ضد الله وحده. ذلك أني أحرص على الاستمساك بسمعتي بأية تكلفة، وأن أبرئ نفسي من كل مدعاة للملامة! أوَ ما وجدنا كثيراً من الجماعات من شعب الله يلفهم الحزن والتشويش لأن واحداً عنيداً أنانياً يريد أن يسلك في طريقه الخاص ويبرر مسلكه؟ وليتعذب غيري وأفلح أنا في سبيلي. وفعل هذه الكبرياء التاعسة في القلب هو الشيء الذي يصوره سفر يونان لإنذارنا. وعوض أن يمضي يونان إلى هؤلاء الأمم، مُخاطراً بسُمعته "قام يونان ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب" (ع3). إن الخروج عن طريق الطاعة معناه الابتعاد عن وجه الرب. ففي اللحظة التي فيها صمم أن يتصرف بالعصيان، كان قد أضاع، من جهة الشركة، الإحساس في نفسه بحضور الرب. وفي هروبه كم من الدركات نزل! فقد نزل إلى يافا، ونزل في السفينة، ثم نزل إلى جوف السفينة. وفي الأصحاح الثاني يعترف بأنه نزل "إلى أسافل الجبال" .. عميقاً عميقاً، بحث لم يَعُد هناك عمق أبعد ينزل إليه إلا أن يغوص في جُب الهلاك. لكن ذلك لم يحدث، فمهما تكن سقطاته فلم يَزل ابناً لله، وكان الرب عتيداً أن يرده بطريقة عجيبة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إُِيليَّا النبي الهارب |
النبى الهارب |
يونان النبى الهارب |
النبى الهارب.. |
النبي الهارب! |