الشّهيد والرّاهب، في الكنيسة، عدوّا الشّرّير وزبانيته
بلاهما يبتلع روح العالم أبناء الإيمان. ولمّا كانت الكنيسة جسد المسيح وأبواب الجحيم لا تقوى عليها، فإنّ ربّك، في تاريخها، كان، أبدًا، في صدد إصلاح الخلل فيها، إمّا بإزكاء الرّهبانيّة مرّة بعد مرّة، إذ ذاك كان سلام، في الأرض، لو نسبيّ، وإمّا بالسّماح للاضطهادات أن تشتدّ على أبناء الإيمان، ليشدّ دمُ الشّهداء أزرَ النّفوس من جديد، ويروي الكنيسة بمياه النّعمة ويشحذ الهمم. بلى، في أزمنة الاضطهاد القصد هو الغربلة والتّجديد!. مَن ليسوا للمسيح يصيرون هباءً تذرّيه الرّيح، فيما يحرِّك الاضطهاد وجدان الأمم فيهتدوا، وتتجدّد الكنيسة بهم، وبالخارجين من تردّدهم فيها، وبالقطيع الصّغير الخمير الّذي يحفظ الأمانة ولا يتزحزح!.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي ، دوما – لبنان