رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَقَالَ دَاوُدُ ..: إِنِّي سَأَهْلِكُ يَوْمًا بِيَدِ شَاوُلَ, فَلاَ شَيْءَ خَيْرٌ لِي مِنْ أَنْ أُفْلِتَ إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ ( 1صموئيل 27: 1 ) بدون الرجوع لاستشارة ربه، رأى داود أن الأفضل له أن يلجأ إلى الفلسطينيين ويحتمي بينهم، وفعل كذلك. فكَّر داود أنه لم يكن هناك شيء أفضل من ذلك لكي يفعله، ولكن الواقع أنه لم يكن هناك شيء أسوأ مما فعل. فنحن دائمًا نتسبب في جعل الأشياء أسوأ حالاً بالنسبة لأنفسنا عندما ننقل الأمور من يد الله إلى أيدينا. هذا ما فعله داود، إذ تخلَّى عن طريق الثقة الهادئة في حماية الله له، فعرَّض نفسه للتجارب والشكوك التي يؤاخذ عليها بسبب التجائه إلى أكبر الأعداء الوثنيين لله ولشعبه. فكانت النتيجة أن داود وهو بين الفلسطينيين قد أُرغم على عمل أشياء لم يكن ليعتقد بها أو يتوقعها، فاضطر أن يرتكب دورًا من التصرف الدنيء بمحالفته أعداء شعبه. وتبعًا لذلك فتر شعور الثقة والمحبة لداود في نفوس شعبه. وبعد موت شاول لم يتم الاعتراف بداود كملك على الأسباط الشمالية إلا بعد سبع سنين قامت خلالها حرب أهلية بين بيت يهوذا – حيث حكم داود – وبين الأسباط الشمالية. لقد كان من الممكن جدًا تجنب هذا كله. فلو أن داود بقي بين شعبه واتكل على الله أن يحفظه من غيرة شاول القاتلة، لم يكن الله ليهمله أو ليتخلى عنه، وكانت وعود الله قد تمت، وأمكن لداود أن يتجنب المتاعب الكثيرة. |
|