رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أفكار العظمة + قال شيخ : " اذا لم يأت علينا قتال ، حينئذ ينبغي لنا أن نتضع جداً ، عالمين أن الله لمعرفته بضعفنا رفع عنا القتال ، وأن افتخرنا يرفع عنا ستره فنهلك " . + وقال آخر : " أياكأن تقول في قلبك من جهة انسان ، انك أحرص منه ، أو أكثر منه معرفة ، أ, أبر منه ، بل أخضع لنعمة الله ، ولروح الحكمة ، والحب الذي ليس فيه غش ، لئلا تنطفيء بالعظمة ، وتضيع تعبك لنه مكتوب : " يا من تظن أنك قائم احذر لئلا تسقط " . + وقيل أيضاً : " ليس هناك شفاء لوجع المفتخر ، لنه بقدر ما يتعالي بأفكاره بقدر ما ترتفع معرفة الله عن نفسك ، والي عمق الظلمة يهبط " . + حدث أن أغلق اخ علي نفسه باب قلايته زمانا يسيراً ، فقاتلته أفكار مكتوبة وأحلام سمجة ، فبعث الي شيخ قديس يستشيره في ذلك ، فأجابه الشيخ قائلا : " أن كنت تريد أن تخلص ففر من شيطان العظمة وأجعل لك قيل .. لأن المذلة تهلك العظمة وتبعدها ، ولا تدع أحداً يخدمك ، بل أخدم أنت نفسك ، وأنت تخلص بمعونة الله ، والآن فلا تغلق الباب الخشب ، بل بالحري اغلق باب لسانك" + كان انسان اسمه دكياس يسكن جبلا من أعمال أورشليم ، هذا لم يصل مع أحد جملة ، وبغتة تجاسر علي أن يخدم القداس وهو علماني . + مرة قوتل أنبا مقاريوس . بالعظمة وهو في قلايته ، وحثه الفكر علي الخروج منها ، والذهاب الي رومية لينفع كثيرين بحسب ما أملته عليه أفكار العظمة فلما الحت عليه الأفكار بذلك ، ألقي بنفسه داخل قلايته عند بابها ، وأخرج رجليه من الباب ، ثم قال لأفكار العظمة : أخرجوني أن قدرتم ، فأني لن أخرج طائعاً ، فأن لم يمكنكم ذلك فلن أطيعكم . ولم يزل ملقي وهو يقول هذا الكلام الي الليل حيث أشتد عليه القتال والأفكار ، وأخيراً أخذ قفة وملأها رملا وحملها ، وبدأ يطوف بها البرية حتي لقيه القديس فسطوس ، فقال له : " ماذا تحمل يا أبتاه ؟ اعطني أياه ، ولا تتعب أنت " فقال له : : أريد أن أشقي من يشقيني ، فأنه إذا ما نالته الراحة ، سبب لي الأسفار والشقاء " ، واستمر هكذا إلي أن كفت عنه الأفكار فرجع إلي قلايته وهو يشكر الله . + قيل : حدث مرة أن أتفق ثلاثة شيوخ علي أن يخرجوا معا إلي البرية لعلهم يجدون رجلا متعبداً لله ، ولما سشاروا ثلاثة أيام ، وجدوا مغارة ، فأتوا اليها . فأبصروا نفساً خارجة من جسدها ، وهي تساق الي جهة الغرب ، فبكوا لذلك قائلين : " يارب ، كيف أن متوحداً كهذا ، وفي هذا المكان من القفر ، تساق نفسه إلي الغرب ؟ " ، فجاءهم صوت قائلا : أن لهذا الشيخ في هذه الغارة 40 سنة . وقد فكر في قلبه قائلا : أنه لا يوجد راهب آخر مثلي . فلهذا السبب تساق نفسه الي الغرب . فقال الشيوخ : " بالحق ان الكبرياء تهلك جميع ثمر الراهب " . + وقيل أيضاً : أن شاب آخر اسكندراني ، كان رشيقا ذكيا فطنا حسن السيرة هذا بعد احكامه سيرة فاضلة ، وصل الي ذروتها وبلغ غايتها بأتعاب كثيرة وأعراق جزيلة ، فتشامخ وتعجرف حتي انه رفع عنقه علي جميع الآباء ، بتباه وأبهة ، وتجاسر علي شتيمة الكل وفي جملتهم شتم القديس أوغريس قائلا : أن كل الراسخين لتعاليمك مخدوعون ، لأنه لا معلم غير المسيح وحده . واستشهد – حسب جهالته 00 قائلا أن المخلص نفسه قد جزم قائلا " لا تدعوا لكم معلما علي الأرض : . واظلم عقله لتعجرفه ، فانحط انحطاطا يرثي له منه ، حتي أنه غلل بالحديد ، ولقد كان كثيرون يتحدثون بشدة نسكه ، وقال ثوم أنه كان يصوم ثلاثة أشهر لا يأكل فيها الا ما كان يتناوله من القربان في يوم الأحد مع ما يتفق له من الحشائش البرية ، ولقد كانت لي أنا به خبرة . + وآخر اسمه ابطلما عاش عيشة يصعب وصفها / هذا اول أمره سكن فوق الاسقيط في الموضع المعروف بالمفارج ، وهو مكان لم يسكنه قط ساكن من الأباء ، وكان بينه وبين الماء ثمانية عشر مسافة واتخذ لنفسه جرة ولقانين ( وعاءين ) وكان بينه بجمع الندي باسفنج من علي الصخور في كانون الأول وكانون الثاني ويعصره في تلك الأوعية ويرفعه للصيف /، ومكث علي تلك الحال 15 سنة لا يكلم أحدا ، وتغرب من ملاقاة رجال أبرار ومخاطبتهم ، وعدم التعليم الروحاني والتناول من الأسرار الطاهرة ، فجعل يبحث عن حقائق الأمور وغوامضها ، فجن وصار يقول / الأشياء ليس لها مدبر وأنها موجودة مدبرة منها وبها ، فلأي وصار يقول : الشياء ليس لها مدبر وأنها موجودة مدبرة منها وبها ، فلأي شيء أشقي نفسي وأي ثواب يكون لمن يبلغ الي هذا التعب ؟ فلما أجاب في فكره هذه اظلفكار توسوس وضاع عقله ، فنزل الي مصر ، وهكذا أخذ يدور من مكان الي مكان ليلا ونهارا مطرقا الي أسفل وهو لا يحادث أحداً ، وكان منظره يرثي له ، كما كان كل واحد من النصاري يراه يبكي عليه اذ صار ملهاة وملعبة لمن لا يعرف سيرتنا ، وقد لحقته هذه المصيبة الكبري لتيهه وصلفه وظنه بنفسه أنه قد فاق سائر الآباء طانا بنفسه ما ليس هو فيه ، ومن حيث انه لم يصنغ الي مشورة أحد من الأباء فقد هبط هبطة فظيعة ومات أشر ميتة . ويشبه حاله حال شجرة مورقة وبالأثمار مخصبة ، ضربتها ريح شديدة فسقطت بغته وتعرت من اوراقها وأثمارها وبقيت يابسة ، وهذا هو ما يلحق بمن يتدبر برأي نفسه ولا يسمع مشورة الحكماء . + وجاء كذلك . عن بكر كانت بأورشليم حبيسة في قلاية ست سنين لابسة مسوحا ، هذه تنكست نسكا زائدا ، ولم تاكل شيئا متلذذا البتة . فمنعها الآباء من ذلك لكنها لم تصنع الي مشورة أحد ، فتعرت من معونة الله لعجرفتها لما اعجبتها نفسها ، فتباعد عنها حافظ عفتها ، وسقطت سقطة يستعاذ منها ، فقد فتحت باب حبسها وأدخلت اليها انسانا كان يخدمها وكلفته بمعاشرتها ، وقد لحقتها هذه المصيبة لما جعلت قصد نسكها للمراءاة ، ولظنها أنها صارت أفضل من كثيرين ، فلما تملكتها الأبهة ، وقعت في يد أبليس . + كما ان انسانا اسمه ابراهيم كان راهبا قبطيا ، هذا عاش في البرية عيشة يعسر تحريرها ، فلما تسفه أصاب مرض الكبرياء ، فجاء الي البيعة مخاصما القسوس قائلا : " لقد سامني المسيح قسيسا في هذه الليلة ، فأقبلوني أكهن " . فأخرجه الآباء من الكنيسة وساقوه الي سيرة أغلظ من غيرها فشفوه من ألم الكبرياء وعرفوه ضعفه ، وحققوا له أن شيطان العجرفة قد تلاهي به . + من سيرة القديس ابيفانوس : ظهر في أيام أبيفانيوس بقبرص شاب دعي الفليسوف فجادله علماء كثيرون ، فكان يفحمهم مقنعا أياهم بأقواله ، وكان يأتيه كهنة كثيرون وأساقفة فيقنعهم باقناعات ، فتكاسل الأكثرون عن مجادلته ، وتراجعوا عن مفاوضته وذاع صيته حتي وصل خبره الي بافوس ، حيث تحدثوا بحكمته وقوة منطقة ومقدرته علي الجدال حتي ضل خبره الي بافوس ، حيث تحدثوا بحكمته وقوة منطقه ومقدرته علي الدال حتي ضل بسببه الكثيرون ، فلما رأي الأسقف أبيفانيوس ذلك حزن متفكرا في نفسه ثم قال : ومن يكون هذا الشاب المفتخر بعلوم كذبة أمام ايمان السيد المسيح . وأنه تسلح بالايمان ، وأمر بان يحضروه اليه ، فمضوا وقالوا له : الأسقف أبيفانيوس يستدعيك . فقام وجاء اليه ، فلما حضر عنده لم يتكلم معه ، بل أنتصب للصلاة أولا ، فلما بدأ الأسقف بصلاته أخذت الشاب رعدة ،وصر علي أسنانه ، فتعجب الكل لذلك كثيرا ، فلما شعر الأب بقوة الصلاة ، بدأ يطلب الي الله قائلا : " يارب أشف هذا الشقي العليل من هذا المرض ، حل أسره يارب وأظهر الشيطان المستتر فيه وأعتق جبلتك منه " . عند ذلك صر بأسنانه وازبد ، واحمرت عيناه وصرخ بصوت عظيم قائلا : " أأنت يا أبيفانيوس تخرجني من مسكني ؟ " . فقال له الشيطان : " أنك لم تعرفني من أنا " . قال : أنا هو الذي تكلمت في ذاك المدعو " أوريجانوس " . قل له الأسقف : أن كنت أنت الذي تتكلم ، فقل لنا بدء الكتاب الذي صنفه ذلك الشقي . فبدأ أبليس يشرح بدء الكتاب . فقال له القديس : بالحق أنت هو المصنف لهذه الشرور العظيمة . ولم يحتمل الأب أن يسمع أكثر ، فقال له : أصمت يا ابن جهنم ، أنا آمرك باسم الرب يسوع المسيح أن تخرج عنه ولا تؤذيه . فصرعه علي الأرض وخرج منه . فلما أفاق ورجع الي نفسه ، سألوه : من أين كانت لك القدرة علي ذلك المنطق العظيم والنحو والفلسفة ؟ فقال : لست اعلم ما تقولونه ، ولا كيف كنت أنتكلم ، ولا كيف أتيت الي هنا ! .. فعجب الحاضرون وخافوا من ضربات العدو . |
|