ثم بدأ يسوع يشهد عن يوحنا ( مت 11: 7 -14). لم يكن «قصبَةً تُحرِّكُها الرِّيحُ»، ولا «إِنسانًا لاَبسًا ثيابًا ناعِمةً». «أَ نبيًّا؟ ... وأَفضلَ من نبيٍّ»، إنه الرسول الذي تنبأ عنه ملاخي3: 1 «هأَنذَا أُرسِلُ ملاكِي فيهيِّئُ الطريقَ أَمامي». أكثر من هذا، كان يوحنا المعمدان «هوَ إِيليَّا المُزمِعُ أَن يأتِي» ( مت 11: 14 )، قبل مجيء الرب الأول. لقد خُتم تدبير الناموس والأنبياء به، ومن ذلك اليوم فصاعدًا فُتح ملكوت السماوات، لمَن لديه قوة الإيمان وإصراره للدخول «ملَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، والغَاصِبُونَ يَختطِفونَهُ» (ع12). وعندما يأتي الملكوت بالشكل المَرئي، لن تكون هناك حاجة لقوة الإيمان هذه. كل هذا بيَّن مقدار عظمة يوحنا المعمدان، «ولكِنَّ الأَصغرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعظَمُ مِنهُ» (ع11)، لقد أعد الطريق ولكنه لم يَعِش حتى يدخل هو نفسه. لقد كانت عظمة يوحنا الأدبية لا يفوقها شيء، مع أن كثيرين من الأقل في الثقل الأدبي سيكونون أعظم بالنسبة للوضع الخارجي.