هو القدوس الوحيد ربنا يسوع المسيح الذي كان يسير بخطى حثيثة نحو الصلب ولم يخشَ اليهود ولا الحكام ولا العادات والتقاليد الدينية وغير الدينية إذا كانت ضد حرية الإنسان وكرامته وعيشه كما يليق بالخليقة العظمى التي جعلها الله على الأرض متسلطة (الإنسان) ووريثة لملكوت السماوات. أيها الإخوة الأحباء، إن المجتمعات الاستهلاكية اليوم لا تقودنا في طريق القداسة وبالتالي لا تأخذ بيدنا في سبيل الشجاعة والمواجهة بل تجعل من الإنسان ورقة يابسة في مهب الريح يحتاج لكل شيء ويخاف من كل شيء يخاف أن يجوع، يخاف أن ينقص شيء مما معه، يخاف أن يواجه ذاته، يخاف أن يسبقه غيره في الصرف والتنعم والتبذير، يخاف من أولاده، يخاف من أصحابه، يداري الجميع، أما الثابت الجنان المملوء بالنعمة فيخاف فقط أن يخسر طريق الفضيلة ويخشى على الناس ضياعهم وتشتتهم.