رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا
استرسال الله قديمًا تعب كثيرًا في الاسترسال (الاستمرار في شرح وبث المعرفة) بأقوال نبؤية وأفعال إلهية وبأعمال حضرته اللاهوتية وبأمثال بشرية وبافتعال (بابتداع لمواقف وظروف) معجزية وباشتعال لنفوس وأرواح شبه ملائكية وبتجوال بين أناس روحانية وباستئصال (نزع) مدن وأفعال شيطانية... حتى جاء وتجسد بذات إنسانية وقال للآب أمامنا علانية: "العالم لم يعرفك... وهؤلاء عرفوا... وسأعرفهم..." (يو 17: 25، 26) لقد تأسف كيف بعد كل ذلك مازال هناك برقعٌ وغشاوةٌ على قلوبهم؟ كيف حطمت الخطية البشرية؟ وقدم مرثاة رثاءٍ للغباء التي وصلت إليه البشرية، وقال حقيقة هامة: " لا يقدر أحد أن يعرف الله الآب إلا بالله الابن، ولا يقدر أحد أن يأتي إلى الابن إلا بمحبة الله المنسكبة في القلب... هذا الحب يتفجر من قلب الآب كالنور الذي يتفجر من قلب الشمس، والابن بالروح يحول هذه النار الملتهبة إلى إستنارة روحانية بسكناه فينا، لنزداد في معرفته. وهذه المعرفة هي عمل ديناميكي لا يتوقف ولا حتى في الأبدية. وموضوعنا بنعمة ربنا هو: " تعلمون إلى أين أنا ذاهب وتعلمون الطريق، فقال له توما: يا سيد لسنا نعلم أين تذهب، فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟ قال له يسوع: أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 4 - 6) فبجولة سريعة بين بعض آيات الكتاب نتعرف كيف كان الاسترسال في نقطة بسيطة من معرفته العميقة بأحداث ظريفة ورموز لطيفة وإشارات هادفة وتشبيهات متطابقة يوضح لنا الطريق حتى قال: أنا هو الطريق. أنا هو الحق. أنا هو الحياة! فنعرف الطريق به، ونعرف الحق فيه، ونعرف الحياة معه! وباختصار يكفى أن نمسك بالمسيح ونتعلق بالحق ونأخذ منه حياةً لنصل للآب. فتدرج معنا باسترسال وقال لكي: |