منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 11 - 2021, 08:12 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

الراهب القمص بطرس البراموسي
تأثير اختبار الإيمان في أقوياء الإيمان



تحدثت في مقال سابق عن الإيمان واختباره والتجارب التي يتعرض لها الإنسان، وأن الإنسان مولود للمشقة كما أن الجوارح لإرتفاع الجناح ومنه تركنا الحديث عن درجات اختبار الإيمان، وهنا نتحدث عن اختبار الإيمان وتجاربه بالنسبة لأقوياء الإيمان. وكمثال لذلك نتعرض إلي شخصية أبونا إبراهيم الكبير:

فضائقة أبونا إبراهيم التي أصابته عندما طلب الله منه أن يأخذ إسحق ابنه وحيده الذي يحبه، ويقدمه له محرقة ولنلاحظ الطلب بتركيز " ...وَحِيدَكَ،... أَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً" (تك 22: 2). هذا الطلب كان المقصود به أمتحان إيمان إبراهيم، ولذلك تجد القصة تبدأ بـ"وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ" (تك 22: 1). وماذا كانت نتيجة هذا الامتحان.



1- ظهور إيمان النفس النقية في الله خالقها:
حتى ولو كان هو الوحيد وابن الشيخوخة، المولود بوعد أنه يكون مكثرًا ولا يعد نسله كرمل البحر ونجوم السماء، وقد ظهر هذا الإيمان واضحًا وجليًا في إبراهيم في مقابلته لطلب الله بروح الخضوع والتسليم وبلا محاججة أو معارضة لطلب الله المدبر لكل شيء، قابل إبراهيم طلبه الله بروح الخضوع والتسليم معًا في قمة الثقة في الله بل وفي سلام داخلي وهدوء خارجي أظهره خلال مسيرة الثلاثة أيام التي قضاها سيرًا مع أبنه وغلاميه والدابة والحطب حتى وصل إلى الجبل المحدد ليقدم أبنه عليه.

فلم نسمع عنه أنه أظهر جزعًا أو اضطرابًا، ولا بدي عليه حزن ولا ذرفت عيناه الدموع، ولولا هذا التماسك لكان إسحاق والغلامان لاحظوا عليه ذلك، وانتبهوا لما سوف يحدث عن قريب، وعندما ناداه صوت أبنه "أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟" تك 22: 7 كان يُنتظر أن تتأثر إحساسات إبراهيم من هذا السؤال، ويظهر عليه الألم والاضطراب ولكن إبراهيم الممتلئ من الإيمان حفظ ثباته واظهر روح التسليم الكلي لدرجة نسيان العواطف الابوية. فلم يكن إبراهيم قاسي القلب ولا عديم الشعور من نحو أبنه، ولكن تسليمه لإرادة إلهه المدبر كل شيء حسنًا هو الذي جعله ينسى آلامه وضيقة الظرف الذي كان فيه.

والقديس بولس الرسول يخبرنا أن إبراهيم "بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ…. إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا" (عب 11: 17-19) وكما أظهرت الضيقة إيمان إبراهيم هكذا هي تظهر إيمان كل مؤمن حقيقي في الله، بما يظهره من روح التسليم وحُسن الثقة في الله والرجاء في خلاصه ومعونته، وكل أولاد الله القديسين أظهروا إيمانهم في إلههم أوقات آلامهم وشدائدهم.

2- بركات ظهور الإيمان في الله:
فحينما يظهر الإيمان تنال النفس التي ثقتها كاملة في الله خالقها عدة بركات:

تتلذذ بظهور إيمانها في الله

يتشدد إيمانها

تنال جزاء إيمانها



(أ) تتلذذ بظهور إيمانها في الله: فما أعظم اللذة التي شعر بها إبراهيم عندما وجد نفسه قد جاز الامتحان الذي وُضع فيه ونجح وأظهر تسليمه لإرادة أبيه السماوي وسمع الصوت يناديه "الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ" (تك 22: 12) وكم كانت لذة المرأة الفينيقية عظيمة عندما سمعت السيد المسيح يقول لها "عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ" (متى 15: 28).

بالحقيقة أنها لذة عظمي للنفس المؤمنة عندما تجوز التجربة بسلام وفي نهايتها تشعر أنها قد حفظت أمانتها لإلهها وأظهرت إيمانها به ورجاءها فيه بروح الخضوع والتسليم والهدوء والطمأنينة.


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يلزمنا ألاَّ نستعرض الأسرار المقدسة قبل اختبار الإيمان
نوح تأثير الإيمان «خافَ»
يصير اختبار الاطمئنان اطمئنانا إلى الله عبر الإيمان
اختبار الإيمان ببعض الوصايا
اختبار الإيمان في الضيقة


الساعة الآن 07:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024