رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شفاعة القديسين وصلواتهم عنا: ما دمنا نتحدث عن العبادة الكنسية لا نستطيع أن نتجاهل طلب صلوات القديسين معنا وعنا، فقد اعتاد القديس يوحنا أن يقيم احتفالات أسبوعية يذكر فيها أعمال الشهداء والقديسين، ويطلب صلواتهم. ومن عاداته الجميلة أنه كثيرًا ما كان يلجأ إلى مدافن الشهداء في ريف أنطاكية يستمد بركتهم ويطلب صلواتهم ويتعلم منهم دروس في الأمانة والشجاعة والهدوء، إذ يقول: "كثيرًا ما كنت أتوجه إلى كنائسهم ليس فقط في أيام الاجتماعات، بل في غيرها لكي أنعم بهدوء عميق، وترتفع نفسي للسكنى مع هؤلاء الراحلين الطوباويين، وأحلم بالسعادة التي يتمتعون بها(19)". وفي نهاية مقاله التذكاري عن القديسين Prosdoce، Bernic يحث سامعيه أن يسألوا صلواتهما ليس فقط في تذكار استشهادهما بل وفي كل وقت، قائلًا: "إذ لهما الدالة لدى الله ليس خلال حياتهما على الأرض بل وبعد موتهما... نعم تكون دالتهما أكثر بعد الموت، إذ يحملا جراحات المسيح(20)، بهذا يطلبان من الملك ما يريدان". روى لنا أيضًا أنه في إحدى السنوات إذ كان المحصول في خطر بسبب تزايد المطر، اجتمع كل شعب القسطنطينية في كنيسة الرسل يطلبون شفاعة الرسل القديسين بطرس وأندراوس وبولس وتيموثاوس إلخ... مرة أخرى إذ يقارن بين مقابر القديسين وقصور الملك والأباطرة يقول: "مقابر خدام المسيح مجيدة، إذ ملكوا المدينة الملوكية العظيمة، وصارت أيامهم مشهورة، صارت أيامًا للعالم... مقابر خدام المصلوب أروع من قصور الملوك. لست أقول من جهة فخامة المباني وجمالها، إنما بالحري أتحدث عن غيرة المترددين عليها. فإنه حتى ذلك الذي يرتدي الأرجوان يذهب بنفسه ليقبل هذه المقابر. يلقي كبرياءه ويستجدي شفاعة القديسين عنه أمام الله "الذي يلبس التاج يتوسل إلى صانع الخيام والصياد(21) اللذين ماتا ليكونا نصيريه(22)". والقديس يوحنا كرجل كنسي واع خشي أن يفهم عامة الشعب صلوات القديسين تواكلًا وتراخيًا في الجهاد الروحي، لهذا نجده يؤكد: "ما أعظم بركات صلوات القديسين إن كنا نحن أيضًا نعمل(23) ". "حقًا إن صلوات القديسين لها قوتها العظيمة بشرط توبتنا وإصلاح حياتنا". "إن كنا مهملين لا نستطيع أن ننال خلاصًا حتى ولا بمساعدة الآخرين. وعلى العكس فإننا إن كنا ساهرين متيقظين نقدر أن نفعل ذلك بأنفسنا... لست أقول هذا لأنفي طلبات القديسين وإنما لكي أوقف إهمالكم واكتفائكم بالثقة في الآخرين وأنتم مطروحون على ظهوركم نائمين(24)". "حسنا، أننا ننتفع بصلوات القديسين إن كنا نحن أنفسنا متيقظين. قد تقول: وما حاجتي إلى صلوات القديسين ما دمت أنا نفسي متيقظ؟ إن كنا نفكر تفكيرًا صادقًا ندرك أننا في حاجة إليها على الدوام، فبولس لم يقل: ما حاجتي إلى صلوات (الآخرين) مع أن الذين كانوا يصلون عنه كانوا غير مستحقين للصلاة عنه ولا هم على قدم المساواة معه، وأنت تقول: ما حاجتي إلى الصلاة...؟ إنك محتاج بالأكثر إلى الصلوات بسبب شعورك بعدم احتياجك إليها. نعم فإنك وإن صرت كبولس، فأنت محتاج إليها لا تستكبر لئلا تسقط. أتريد أن تعرف فائدة الصلوات...؟ اسمع يعقوب وهو يقول للابان: "لولا أن إله أبي كان معي لكنتَ الآن صرت فارغًا" (تك 31: 42). اسمع أيضًا ما يقوله الله: "أُحامي عن هذه المدينة لأخلصها، من أجل داود عبدي" (2 مل 19: 34). متى قال هذا؟ في أيام حزقيا الذي كان بارًا. فلو أن الصلوات تفيد الأشرار المتمسكون بشرهم فلماذا لم يقل هذا أيام نبوخذ نصر بل أسلم المدينة؟ لأن الشر قد غلب... لكي تعرف هذا اسمع ما يقوله الله بالنبي: "إن وقف نوح ودانيال وأيوب لا يخلص أولادهم ولا بناتهم(25)"، لأن الشر قد غلب. مرة أخرى يقول: "وإن وقف موسى وصموئيل(26)...". إنه يتحدث عن نبيَّين قد سبق فصلَّيا عن الشعب ولم يغلبا... إذن يليق بنا إلا نحتقر صلوات القديسين، كما لا تلقي كل شيء عليهم. فمن ناحية لا نعيش متكاسلين ومهملين، ومن الناحية الأخرى لا نحرم أنفسنا من نفع عظيم. يليق بنا أن نطلب منهم الصلاة، رافعين أيديهم من أجلنا، وفي نفس الوقت نلتصق نحن بالفضيلة(27)". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اسماء القديسين بلغة الاشارة { القديس يوحنا ذهبى الفم } |
من عظات يوحنا ذهبي الفم عن ميامر القديسين |
القديس يوحنا ذهبي الفم وبركات القديسين |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |