اغصب نفسك على الصلاة:
قداسه البابا شنوده
اغصب نفسك في الصلاة. وأغصب نفسك في حتى تستمر في الصلاة. واغصب نفسك على الخشوع في الصلاة. اغصب نفسك على خشوع الصلاة وعلى استمرارها خاصة في صلاة الليل.
فالذي يحدث أنك تقول: "أنا متعب وغير قادر على الصلاة، يا رب سأنام هذه الليلة وأصلي غدًا، لا تغضب مني يا رب" ما هذا؟! هذا عكس تمامًا ما يقوله مار اسحق: "اغصب نفسك على صلاة الليل وزِدها مزامير". كلما تغصب نفسك تجد نفسك تتقدم في الحياة الروحية.
أتذكر في مرة أنني كنت في السنة الأولى في الدير في الرهبنة، وكنت أطيع أي أمر يقولونه لي. وأقوم بأي مهمة تُسْنَد إليَّ. وفي أحد الأيام كنت في غاية التعب، وعندما دخلت القلاية غلبني النعاس، وكنت غير قادر على الصلاة، فنويت أن أأجل الصلاة للغد. ثم قلت لنفسي: أقول كلمة واحدة كصلاة ثم أنام، ثم قررت أن أقول "أبانا الذي...." ثم أنام، فقلت أبانا الذي. ثم قلت لنفسي: أقول مزمور واحد أيضًا ثم أنام، فقلت مزمور "ها باركوا الرب يا عبيد الرب القائمين في بيت الرب في الليالي أرفعوا أيديكم وباركوا الرب"، وجدت نفسي بدأت أستيقظ. فقلت لنفسي سأقول قطعة النوم الأخيرة، "هوذا أنا واقف أمام الديان العادل، مرعوب ومرتعد من كثرة ذنوبي" فوجدتني أكثر يقظة، وظللت أحايل في نفسي لكي أكمل الصلاة.
ولكن الذي تأتيه رغبة النوم ويقول: "نشكر الله أعطى أحبائه نومًا" هذا كلام لا يصح ولا يعقل (من وحي الآية "يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْمًا" (سفر المزامير 127: 2).