منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 11 - 2021, 05:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

الوديع الذي لا يخاصم


الوديع الذي لا يخاصم




هوذا عبدي الذي أعضده، مُختاري الذي سُرَّت به نفسي.
وضعت روحي عليه فيُخرج الحق للأمم. لا يصيح ..
ولا يُسمع في الشارع صوته
( إش 42: 1 ، 2)




بعد شفاء الإنسان ذي اليد اليابسة في المجمع يوم سبت ( مت 12: 9 - 13)، احتَّد غضب الفريسيين على الرب «فتشاوروا عليه لكي يُهلكوه»، وهنا يُعلن لنا الروح القدس موقف الرب البديع: «فعلم يسوع وانصرف من هناك» ( مت 12: 15 ). والكلمة «انصرف» في اليونانية، كلمة مُعبرة جدًا، فهي لا تعني مجرد الرحيل ومُغادرة المكان، بل الرحيل البعيد مدفوعًا بغرض. والغرض ليس بالطبع الخوف من الفريسيين، إنما يُعلن لنا الروح القدس هذا الغرض: «لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: هوذا فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي سُرَّت به نفسي، أضع روحي عليه فيُخبر الأمم بالحق».

إن ما اقتبسه الروح القدس على فم إشعياء أصحاح 42، يتكلم على أن مختار الرب لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحدٌ في الشارع صوته. يا لها من أخلاقيات أدبية راقية وسامية! فيكفي أن نلقي نظرة على ما يحدث حولنا في الشوارع، سنجد الصياح والمُخاصمة في كل مكان، ولكن المسيح ـ تبارك اسمه ـ ابتعد عن المكان حتى لا تكون هناك مواجهة، نتيجتها الحتمية هي المُخاصمة.

والمسيح كان يستطيع أن يستغل الموقف بأسلوب آخر، فمجموع المرضى التي تبعته وقد شفاهم جميعًا كانوا بلا شك يدينون له بالولاء ـ حتى ولو كان ولاءً وقتيًا ـ فلو كان استخدم فن الخطابة وتحدَّث إليهم بأسلوب حماسي، وهم ملتفون حوله، مُعلنًا أنه ابن داود المخلِّص المُنتظر، وها معجزات الشفاء أمام أعينهم تُثبت أنه ”المسيا“، مستغلاً كل ذلك في حملة انتخابية، كما يفعل الساسة في وقتنا الحاضر ـ وهو صادق في كل ما يقوله وينسبه إلى نفسه ـ فستكون النتيجة الحتمية ما يُسمى اجتماعيًا ”ثورة الرعاع والغوغاء“. والكتاب (أع19)، والتاريخ يحدثاننا عن بشاعة هذه الثورات وعواقبها الوخيمة. ولا شك أن هذه الثورة كانت ستتجه ضد الفريسيين الذين تشاوروا عليه لكي يهلكوه، وستنقلب عليهم الدائرة، وسيهلكهم بدلاً من أن يُهلكوه منتقمًا لنفسه. غير أنه ـ تبارك اسمه ـ لم يفعل ذلك على الإطلاق. فما أعظمك أيها المعلم الصالح الكريم.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإنسان الوديع لا يؤذى أحداً، بل يحتمل الذي من المخطئين
الوداعة: الروح الوديع الذي نتعلمه من الرب
عبد الرب لا يجب أن يخاصم
عبد الرب لا يجب أن يخاصم
زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن


الساعة الآن 07:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024