البابا شنودة الثالث
إن الله قد يختبر محبتنا له: هل تسقط أم لا..
لذلك يسمح بالضيقات أحيانًا، ويرى موقف محبتنا له إزاءها.
وهل نصمد أم نهتز.. ولعلني أذكر هنا مثل تلك الأم القديسة،
التي احتملت في أيام الاستشهاد أن يذبحوا أولادها علي حجرها،
وهي تشجعهم وتقويهم علي احتمال الموت.
ولم تقل لماذا يا رب تسمح لي بهذه التجربة التي حسب الطبيعة لا يمكن أن يحتملها قلب أم..
مقول هذا لتبكيت الذين إن حلت بهم تجربة ولو بسيطة،
يتذمرون، وقد يجدفون علي الله. ويقولون:
ما عدنا نصلي. ما عدنا نذهب إلي الكنيسة!!
خسارة أن تسقط محبتنا أمام الباب الضيق والطريق الكرب!
إن محبتنا لله يمكن أن تختبر بالضيقات.
ومحبتنا للناس تختبر باحتمالنا لمعاملاتهم أو جحودهم أو إساءاتهم، لتعرف هل هي محبة حقيقية ثابتة لا تسقط أبدًا، أم هي غير ذلك:
أنظر إلي بولس الرسول وهو يقول (من سيفصلنا عن محبة المسيح: أشدة أم ضيق أم اضطهاد، أم جوع أم عري، أم خطر أم سيف؟.. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا..) (رو8: 35، 37).