رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«الرب بارٌ في كل طُرقهِ، ورحيمٌ في كل أعماله» ( مز 145: 17 ) أمرٌ غريب! الرب هو الذي أهاج الريح العاصفة، وهو الذي هدأها! هو الذي رفع الأمواج ثم بعد ذلك سكَّتها! لكن بين هذه وتلك سُرّ أن يكشف عجائبه في العُمق. الإنسان قد يكون مُضطرًا أن يختار الحل الأصعب نظرًا لمحدودية الاختيارات، ومحدودية العلم والقدرات، ثم يُهوِّن عن نفسه لاحقًا عندما تُتَاح له الفرصة أن يفعل ذلك. لكن ليس كذلك الله. الله في قدرته يصنع الصعاب ليُظهِر فيها أفعاله العجاب «هوذا الله يتعالى بقدرتهِ. مَن مثلُهُ مُعلِّمًا؟ مَن فرَضَ عليهِ طريقه، أو مَن يقول له: قد فعلت شرًا؟» ( أي 36: 22 ، 23). وصَفَهُ آساف بأنه الإله العظيم صانع العجائب فرنَّم له: «في البحر طريقك، وسُبُلكَ في المياه الكثيرة، وآثارك لم تُعرَف» ( مز 77: 19 ). لا نحتاج أن يُعطينا الرب تعليلاً أو تفسيرًا لكل ما يفعله، لأن أفكارنا ليست كأفكاره، فكيف إذًا نفهم أبعاد حكمته؟ لكن أمام صلاحه ومراحمه الكثيرة التي يُظهرها طول الطريق، لا يسَعنا سوى أن نهتف مع المرنم في خشوع وخضوع: «الرب بارٌ في كل طُرقهِ، ورحيمٌ في كل أعماله» ( مز 145: 17 ). |
|