رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراهب القمص بطرس البراموسي -
- الفيسبوك وشبكات التواصل الاجتماعي في سنة 2004 م. ظهر لنا وأصبح في متناول أيدينا شبكة التواصل الاجتماعي المُسَمَّاة فيسبوك Facebook، وكان الهدف منها هو التواصل الفعلي لتحقيق أكبر فائدة من خلالها، ومن خلال مواقع البحث أصبح العالم كله كقرية صغيرة، ينتشر فيها الأخبار، ويُعْرَف منها المناسبات السعيدة والمحزنة لقاطني هذا المكان، ومن خلالها تعرَّفنا على ثقافات شعوب وحضارات أمم، وأبحاث علمية ومجموعات بحثية ومدوَّنات كِتابية وأدبية وفلسفية رائعة، وأصبحت المكتبات الضخمة والمواقع البحثية مُتاحة لِمَن يرغب في العلم والدراسة والبحث أكثر بكثير مما كان قبل ظهور هذه الوسائل الإلكترونية التي أحدثت طفرة في العالم كله، وغيَّرت من ثقافة شعوب، وشكَّلت إنسانًا جديدًا في التكوين الداخلي للبشر، جعلت نواحي الحياة كلها (علم، ثقافة، دراسة، بحث، اقتصاد، فن، سياسة...) مُتاحة للجميع. وكان من المفروض أن يسعى الإنسان نحو الفائدة، وينهل من كل هذا الخير الذي وصل إليه وهو يجلس على مكتبه داخل غرفته. حيث كنا حتى وقت قريب نذهب للمكتبات البحثية لنبحث عن الكتاب أو الموضوع المطلوب، وننتقل من مكان لآخر، منفقين الوقت والمجهود والمال في السعي نحو الدراسة والمعرفة، ولكن الآن أصبح كل شيء متاحًا من خلال الموبايل mobile -الذي أصبح ضرورة من ضروريات الحياة مثل الأكل والشرب- كل ذلك أصبح متاحًا بلمسة الأصابع فوق الشاشة الذكية، ويستطيع الإنسان أن ينتقل من موقع إلى آخر ومن صفحة إلى أخرى ومن جروب group إلى المئات من كل ذلك في دقائق معدودة، ويمكن أن يقضي وقتًا طويلًا في قراءة الكتب والأبحاث المختلفة حسب هويَّة الإنسان، بل من السهل أن يقضي الإنسان وقتًا طويلًا في وسائل الترفيه المختلفة المفيدة بالطبع للإنسان الواعي، بدلًا من النزول والانتقال إلى هذه الأماكن وضياع الوقت والصحة والمال للوصول لذلك.. ولا يستطيع أحدًا عاقِلًا مميزًا أن ينكر النواحي الإيجابية والمفيدة الكثيرة لهذه الوسائل أو الشبكات أو المواقع والصفحات أو من مسمى آخر أوجده الإنترنت Internet بين يدينا بسهولة وسرعة.. ولكن العجيب والغريب ليس في الوسيلة، ولكن في الإنسان نفسه الذي يحوِّل السكين المفيد في عمل الطهي والتجهيزات المختلفة والاستخدامات الكثيرة المفيدة إلى آلة حادة يقتل بها أخوه في البشرية، ويرهب بها العجائز والأطفال والسيدات ليبتزّهم ويفعل معهم أي جريمة أخلاقية. هكذا رأينا العقل المُفَكِّر.. ليس المفكر حسنًا، ولكن المفكر في الدمار والخراب والإساءة وتحطيم كل ما هو نور لتتحوَّل الدنيا إلى ظلام دامس، يحوِّل الخير إلى شر، يحوِّل المُضيء إلى مُظْلِم، يحول المفيد إلى ضار.. فينتج من شبكة التواصل الاجتماعي social network شبكة مدمرة للأخلاق والأديان والعقائد والقيَم والعلم والمنطق والآداب إلى عكسها تمامًا، فينتج شبكات للرذيلة والخطيئة الدنسة، ينتج شبكات ومواقع للإلحاد وإنكار وجود الله وهَدْم كل ما يُسَمَّى دين أو عقيدة أو إيمان، يُبَثّ من خلالها شكوكًا يصعُب على الإنسان العادي أن ينجو من شِباكها، ويدخل إليها برجليه ولا يستطيع أن يخرج منها أبدًا، وكأن الإنسان أصبح أعمى البصر لا يرى ما يُنْصَب لهُ من فِخاخ: "لأَنَّهُ بَاطِلاً تُنْصَبُ الشَّبَكَةُ فِي عَيْنَيْ كُلِّ ذِي جَنَاحٍ" (أم 1: 17). ومع كثرة العلم ازداد الغم والانحراف والدمار الذي يهدد البشر جميعًا. نسمع كل يوم عن صفحات جديدة ومواقع أكثر تنتشِر وتُنشأ بهدف جذب الشباب إلى اللامستقبل واللانجاح، وإلى ضياع العمر وتشتيت الفكر، ويليه المُسَلَّمات الإيمانية والتشكيكات العملية والكتابية وكل أنواع الأفكار البنَّاءة، نرى مَنْ يجذبون أولادنا بالآلاف ولست أبالغ لو قلت بالملايين، يخرجوهم من داخل حياتهم وكنيستهم وإيمانهم ودراستهم إلى طريق العدم والتمرد والفشل، بالاعتراض على كل شيء راسخ وثابت وجميل. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وسائل التواصل الاجتماعي |
ما هى اهم اضرار مواقع التواصل الاجتماعي ؟ |
التواصل الاجتماعي |
عضب على مواقع التواصل الاجتماعي |
صورة منتشرة على موقع التواصل الاجتماعى على الفيسبوك عن مرسى والقذافى |