تأمل مثل الدرهم المفقود

[بشرى النهيسى]

القس تيموثاوس
تأمل مثل الدرهم المفقود
كاهن كنيسة مارجرجس أبو قرقاص البلد عظة

.




ألقى القس تيموثاوس لطفي كاهن كنيسة مارجرجس أبو قرقاص البلد عظة روحية بعنوان “مثل الدرهم المفقود” مؤكداً أن هذا المثل من أروع الأمثلة التي ذكرت في إنجيل لوقا اصحاح 15 حجم هذا المثل قليل جدا ولكنه يحوي معنى رائع حيث أن الدرهم المفقود يمثل الإنسان الخاطئ في عدم شعوره بحالة الضياع التي وصل إليها وهنا نرى محبة الله التي تسعى في طلبنا
والمرأة تمثل الكنيسة عروس المسيح وواجبها أن تفتش عن كل مفقود والدراهم هم الوديعة التي أودعها الله للكنيسة وكل درهم يشير للطبيعة الإنسانية التي طبع عليها صورة الملك السمائي (كما يطبع على العملة صورة قيصر). وضياع الدرهم يشير لضياع صورة الملك السمائي من الإنسان، والسراج الذي توقده المرأة هو إشارة لتجسد المسيح فهو نور اللاهوت في إناء الجسد، تجسد لأن الإنسان أخطأ فضاع وهذا هو دور الكنيسة أن تظهر شخص المسيح ونوره لشعبها وكنس البيت هو إشارة لحث الناس على التوبة والتفتيش بإجتهاد هو إفتقاد الناس والصديقات والجارات هم الملائكة الذين لا يخطئون وعمل الكنيسة وخدمتها مع كل نفس هو لكي تستعيد النفس صورة المسيح الملك (غل19:4) ، وهذا المثل يعطينا رسالة أمل فلقد أعطى الله أمل لبطرس الرسول الذي انكرة ثلاثة مرات وقال له ” يا سمعان ابن يونا اتحبني” فحزن بطرس لأن الله أحبه كثيرا وهو أنكره فرد بطرس قائلا “انت تعلم يارب اني أحبك”، مشيرا أن هناك أناس ظاهرهم أنهم يحبون الله ويعبدونه باستقامه ولكن باطنهم مبتعد عن الله ففي مثل الفريسي والعشار نجد أن العشار خرج مبررا عن الفريسي لأنه أحب الله كثيرا، وفي مثل الدرهم المفقود كان هناك أمل في قلب المرأة لأنها كانت متأكدة أن اجتهادها في البحث عن الدرهم لن يضيع وبالفعل وجدت الدرهم وفرحت كثيرا ولذلك يقول السيد المسيح “يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب” الله يحب الخاطئ ولكنه يبغض الخطية لأنه يعلم أن الإنسان أخطأ عن ضعف ووسط حروب الشياطين وحينما يبتعد الإنسان عن الله يبحث عنه الله ويجتهد ليرجع إلى حضنه مرة أخرى ومن محبة الله لأغسطينوس تقبل دموع أمه مونيكا التي جلست تصلي ليعود ابنها إلى حضن الله مدة 20 سنه يقول الكتاب المقدس” أني واقف على الباب وأقرع أن سمع لي أحد وفتح لي الباب أدخل واتعشى معه” اذا الله يبحث عنا لنرجع إلى حضنه ولكن لابد أن نفتح له قلوبنا أولا، الله يهتم بالقليل حتى لو ضاع شخص واحد من ضمن العديد من الأشخاص يبحث عن هذا الشخص ليرجعه إليه عند الله أبواب كثيرة مفتوحه ولذلك لابد أن لا نفقد رجاءنا في الله فالله قادر أن يرجعنا إليه مره أخرى دون أن يمل من عودتنا فقيمتنا عند الله غاليه جدا لأن الثمن المدفوع في الإنسان غالي جدا إلا وهو دم السيد المسيح .



لقد وضع الله فينا الضمير لكي يحثنا على العودة إلى الله وحينما فشل الضمير في إرجاع الناس إلى الله أرسل إليهم الشريعة مع موسى النبي ليعرفوا الصح من الخطأ ويعودوا إلى الله ولكن موسى النبي كسر لوحي الشريعة حينما رأى الشعب يعبدون العجل الذهبي ولكن الله لم ييأس فلقد بعث لنا العديد من الأنبياء ليرجعونا الى حضن الأب ولكنهم لم يستطيعوا ولذلك أرسل الله ابنه السيد المسيح ليرجع الناس إلى الله ومع ذلك صلبوة ولذلك قال الله سآتي في المجئ الثاني وأخذ من معي وأجازي من ضدي وفي المجيء الثاني يكون الله قد استنفذ كل الفرص المتاحة مع البشر لإرجاعهم ، الله دائما فاتح احضانه للخطاه ولذلك يقول “من يقبل الي لا أخرجه خارجا”