رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ ( تكوين 32: 31 ) قبل هذه الليلة التي صارعه فيها الله، وخلع حق فخذه، كان يعقوب يسير دون أن يخمع؛ كان يتمتع بكامل صحته وقدرته. كان يثق بنفسه تمامًا، ويُعوِّل كل نجاحاته على ذكائه الحاد، وخداعه الذي لم يَخِبْ أبدًا. لكن لم يذكر الكتاب في كل ذلك الوقت أن الشمس أشرقت له. بينما هنا أشرقت له الشمس وهو يخمع على فخذه. إنه اختبار غاية في الأهمية، فكم من المرات اتكلنا فيها على ذواتنا، واعتمدنا على حكمتنا، واستندنا على ذكائنا، ثم عُدنا نجر أذيال الخيبة واليأس، واختبرنا قول المرنم: «كل حكمتهم ابتُلِعَت» ( مز 107: 27 )! كم من مرات تجاهلنا صوت الرب الذي ينادي لنا دائمًا: «توكَّل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد» ( أم 3: 5 ). كم من مرات ذهبنا لأطباء كثيرين فتألمنا منهم جميعًا، وصرنا إلى حالٍ أردأ ( مر 5: 26 ). والمقصود هنا ليس الأطباء الحرفيين، إنما كل طريقة نُحاول أن نحل بها مشكلاتنا بالانفصال والاستقلال عن الله. كم من أبواب طرقناها، وأسماء طلبناها، وأساليب اتبعناها، ولم نحصد إلا اليأس والخيبة والفشل. |
|