منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 11 - 2021, 10:00 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

ثلاثة أمثلة تشير لإلهنا العجيب في محبته


ثلاثة أمثلة تشير لإلهنا العجيب في محبته
نرى ثلاثة أمثلة تشير لإلهنا العجيب في محبته وطلبه للخطاة، وبحثه عن المفقودين، وأحضانه المفتوحة لجميع التائبين الضالين والذين يعودون إليه، وشوقه نحو كل نفس والثلاثة أمثال يمثلون حال الخطاة المختلفين. ويعطيها لنا المسيح لنشفق على الخطاة والبعيدين. ونرى اهتمام المسيح بكل نفس. الخروف الضال= يمثل الإنسان الخاطئ في غباوته. ونرى في المثل الراعي الصالح.
الدرهم المفقود= يمثل الإنسان الخاطئ في عدم شعوره بحالة الضياع التي وصل إليها.
وفي كلتا الحالتين نرى محبة الله التي تسعى في طلبنا. هو لا يعرف أن هناك حياة أفضل وهذه الحالة تشبه حالة المرأة السامرية.

الإبن الضال= يمثل الإنسان الخاطئ في شروده عن خالقه بكامل إرادته ومعرفته.
الخروف الضال = يشير للخاطئ الذي يضل عن جهل.
الدرهم الفقود = يشير لمن اضاعه غيره.
الابن الضال = يشير لمن إبتعد عن معرفة ورغبة منه في الخطية.
والمسيح الراعي الصالح يسعى وراء الجميع.
في آية (1) نرى الخطاة شعروا بحاجتهم لهذا المخلص السماوي الذي يغفر الخطايا ويقبل الخطاة= يدنون منه ليسمعوه. وهنا نرى محبة الله التي تفتح صدرها للخاطئ مهما عمل وتقبله. فتذمر الفريسيين= نقد الفريسيين هنا يأتي عن جهالة (فكبريائهم جعلهم يحتقرون الخطاة) وليس عن قصد المقاومة. (المطلوب هو تجنب الخطاة حتى لا نصير مثلهم وليس احتقارهم). لذلك يعلمهم المسيح بأمثلة ويشرح لهم بمحبة ودون تأنيب كيف أنه يهتم بالخطاة والعشارين، وأن النفس البشرية لها قيمة عظيمة عند الله، والله يبتهج بهدايتها. هذا التذمر هو نفس تذمر الأخ الأكبر للابن الضال. التسعة والتسعين بارًا= هم:
الملائكة الذين لم يسقطوا وهم لا يخطئون.
القديسين في المجد وهؤلاء لا يعودوا يخطئوا.
القديسين على الأرض الذين لم يفقدوا نعمة المعمودية.
يضعه على منكبيه= تعني أن الخروف كان مجهدًا من ضلاله ونال منه الإعياء لذلك يحمله الراعي الصالح (المسيح) . وتعني أن المسيح حمل طبيعتنا البشرية وحمل خطايانا. هنا نرى المسيح يحمل هذا الخروف ولم يوبخه. بل يرفعه ليعينه على ترك طريقه الخاطئ القديم.
يدعو الأصدقاء والجيران= هذا فرح السمائيين بعودة الخروف الضال (آية 10) أفرحوا معي= ولم يقل افرحوا مع الخروف الضال، لأن خلاصنا هو فرحه.
الآيات (8-10): (الدرهم المفقود)

الآيات (8-10): "«أَوْ أَيَّةُ امْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَمًا وَاحِدًا، أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجًا وَتَكْنُسُ الْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِاجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً: افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ. هكَذَا، أَقُولُ لَكُمْ: يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ."
مثل الراعي الصالح رأينا فيه المسيح الراعي الصالح يتجسد ليبحث عن كل ضال. لا ليعنف. بل بالحب يبحث عن كل نفس ليضمها إلى صدره ويحملها على كتفيه.
وهنا فالمرأةتمثل الكنيسة عروس المسيح وواجبها أن تفتش عن كل مفقود. والدراهم هم الوديعة التي أودعها الله للكنيسة. وكل درهم يشير للطبيعة الإنسانية التي طبع عليها صورة الملك السمائي (كما يطبع على العملة صورة قيصر). وضياع الدرهم يشير لضياع صورة الملك السمائي من الإنسان.

والسراج= الذي توقده المرأة هو إشارة لتجسد المسيح فهو نور اللاهوت في إناء الجسد، تجسد لأن الإنسان أخطأ فضاع. وهذا هو دور الكنيسة أن تظهر شخص المسيح ونوره لشعبها. وكنس البيتهو إشارة لحث الناس على التوبة. والتفتيش بإجتهاد= هو إفتقاد الناس. والصديقات والجارات= هم الملائكة الذين لا يخطئون. وعمل الكنيسة وخدمتها مع كل نفس هو لكي تستعيد النفس صورة المسيح الملك (غل19:4).
الآيات (11-32): (الابن الضال)

الآيات (11-32): "وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الابْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا. فَدَعَا وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ! فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ»."
هذا المثل من أروع الأمثلة التي تشير لقبول الله للخاطئ، وكم جذب هذا المثل الكثيرين من الخطاة لأحضان الله. نرى في هذا المثل تردي حال الخاطئ الذي ترك بيت أبيه (الكنيسة) وترك أبيه (الله) فإنحدر إلى حد الهوان والنجاسة وخراب كل شيء حوله. ثم نرى توبته وفرحة أبيه المشتاق لعودته. في هذا المثل نكتشف موقف الله من الخاطئ بإعتباره إبنًا له ضل الطريق، أما موقف الفريسيين بقلوبهم الخالية من المحبة والمتعجرفة، فيعبر عنه موقف الابن الأكبر. وكأن المثل يرد على الفريسيين بأنه ليس فقط يأكل مع العشارين والخطاة، بل هو يريد أن يقيم لهم وليمة لو رجعوا وتابوا. هنا نرى محبة الآب السماوي الشديدة للخاطئ التائب. مثل الابن الضال يقول أن الله يريد أن يفرح أولاده، لكن إذا أرادوا أن يفرحوا بطريقتهم يخسرون كثيرًا. وحين يقول المسيح "نيري هين" فمن ضمن المعاني التي تشير لها هذه الآية أن مهما كانت الوصية متعبة لكن عدم تنفيذها خسائره كبيرة وقد لا تحتمل. في بداية طريق الخطية يفرح الإنسان بلذتها ومع الوقت يذله إبليس بل سوف يحرمه حتى من ملذاتها. فلذة الشيطان أنه يذل أولاد الله.


بين السامرية والابن الضال:-
الله له طرقه المتعددة لجذب كل نفس. فالسامرية لم تعرف الله ولا سمعت عنه هذه يذهب لها المسيح ويجلس معها ويتحاور حتى يجذبها للإيمان به فتخلص. أما الابن الضال فهذا قد عاش في بيت أبيه مستمتعًا بمحبته وأبوته وأطايبه، والشبع في بيته، وبعد كل هذا اختار أن يترك حضن أبيه وبيت أبيه، هذا لا يذهب له المسيح ليحاوره (فما الجديد الذي سيقوله له فهو يعرف كل شيء عن بيت أبيه) بل يحاصره بالتجارب والضيقات (المجاعة والأكل مع الخنازير) حتى يقارن بين حاله بعيدًا عن أبيه وبين حاله في بيت أبيه فيشتاق للرجوع. وإذا رجع نراه يستقبله بالأحضان والقبلات ولا يعاتب ولا يجرح مشاعره. (المجاعة هنا تناظر حوت يونان = ضيقة يسمح بها الله لعودة الضال).

لا نحكم على إنسان في منتصف الطريق:-
فالابن الضال لم تكن نهايته المعيشة مع الخنازير، لكنه عاد. بينما الابن الأكبر تذمر بعد أن كان يظهر أنه في طاعة كاملة لأبيه. لذلك يقول بولس الرسول انظروا إلى نهاية سيرتهم (عب7:13) فالعبرة بالنهاية. لذلك علينا أن لا ندين أحد، فالله وحده يعلم ما في القلوب، ومدى استعداد كل واحد، ونهاية طريق كل واحد.

الابنان يشيران للبشرية:-
الابن الأصغر يشير للأمم الذين تركوا الله في البداية وعاشوا في نجاسة بل بددوا عطايا الله (كرامتهم وصورتهم السمائية ومواهبهم) في عبادة الأوثان وفي شهواتهم. ولكنهم عادوا في نهاية الأيام. ويشير للعشارين والزناة وكل خاطئ.
الابن الأكبر يشير لليهود، فهم كانوا بكرًا في معرفة الله، قبلوا المواعيد الإلهية وكان لهم الناموس والنبوات. لكنهم خلال حسدهم للمسيح ثم للكنيسة وقفوا خارج الإيمان (خارج البيت) جاحدين الله وناقدين محبته للأمم. ويشير للفريسيين المتكبرين الرافضين لدخول المسيح بيوت الخطاة ولقبوله لهم. ويشير لكل من عاش مع الله في بيته طالما كانت مادياته جيدة لكنه يغضب على الله إذا تأثرت مادياته بل يترك الله وبيته. مثل هذا مرتبط بالله شكلًا دون حب، أو قل هو مرتبط بعطايا الله وليس بالله نفسه.
الأب= يشير لله الآب.
أعطني القسم الذي يصيبني من المال= هذا يشير لكل المواهب والوزنات التي أعطاها الله لنا. وسافر إلى كورة بعيدة= طلب الخطية هو بعد عن الله بالقلب والمشاعر. وانغماسه في ملذات الخطية، يبحث عن كل ما يرضي شهواته، وكلما انغمس في الخطية ابتعد عن الله. بذر كل شيء= كل نعمة وموهبة سبق وأخذها من الله تضيع منه، هذا أضاع كل طاقاته في أمور العالم وشهواته.
حدث جوع شديد= هو جوع النفس التي ابتعدت عن الله، فملذات العالم غير قادرة أن تشبع، هي تشبع الجسد، ولكن الإنسان روح وجسد. والروح لا تشبع سوى بقربها من الله. والله له وسائله لجذب النفس للتوبة. فكما جذب يونان للرجوع إليه بواسطة هياج البحر، وحوت يبتلعه، جذب هذا الابن الضال بهذه المجاعة. عمومًا فأي نفس تبتعد عن الله لا بُد وستشعر بهذه المجاعة والفراغ الداخلي لأن الإنسان مخلوق على صورة الله، فلن تشبع النفس إلا بقربها منه. فمضى وإلتصق بواحد= هو الشيطان، فمن يهرب من الله ويبتعد عنه يتلقفه الشيطان مباشرة. فأرسله إلى حقوله ليرعى خنازير= الخنازير عند اليهود تعني النجاسة. والمعنى أن الشيطان إستعبد هذا الإنسان في خدمة شقاوة الخطية ومرارتها وإنحطاطها. هو ترك خدمة أبيه الخفيفة ونيره الهين ليبيع نفسه لإبليس، يشقى تحت نيره الثقيل والنجس، وتاه في العالم (حقول إبليس) بعيدًا عن الله، وعن بيت الله. يملأ بطنه من الخرنوب= هو إشارة لملذات العالم وشهواته التي يملأ بها الخاطئ بطنه. فالخاطئ كل همه إشباع بطنه وشهواته "إلههم بطنهم" (في19:3). هذا الخرنوب يملأ البطن ولكنه بلا فائدة غذائية، أي هو لا يشبع= من يشرب من هذا الماء يعطش (يو13:4). والخرنوب هو طعام الخنازير. فلم يعطه أحد= لا يستطيع أحد أن يشبع النفس سوى الله. بل بعد أن يقع الخاطئ في براثن الشيطان يحرمه حتى من اللذات الجسدية التي كان يغريه بها سابقًا، فهو يتلذذ بعذاب الإنسان وآلامه.
فرجع إلى نفسه= هذه هي نقطة التحول حين يهدأ الإنسان ويفكر في حاله أيام كان فيها مع الله، وحاله وهو بعيد عن الله. هنا نرى أن خطة الله في سماحه بالمجاعة قد أتت بالفائدة المرجوة منها. وكلمة رجع إلى نفسه هي نفسها التوبة أو أول خطوة في التوبة، فكلمة توبة تعني تغيير الفكر. هذه الخطوة هي الخطوة الأولى لرجوعه إلى أبيه، لقد أعمل عقله وضميره وليس شهواته، كان في نوم واستيقظ. ولاحظ أن التائب يحتاج لظروف خارجية تجعله يسرع بتقديم التوبة مثل المجاعة وهذه يسمح بها الله، ويحتاج لإقناع وتبكيت الروح القدس الذي يبكت مع إعطاء رجاء بأن الله فاتح أحضانه مستعد لقبول التائب. وهذا العمل (الظروف الخارجية) أو إقناع الروح القدس داخليًا هو عمل الله لذلك يصرخ إرميا توبني فأتوب (أر18:31 + يو8:16 + أر7:20) فكما أن هناك مخطط شيطاني لإذلال الإنسان فهناك مخطط إلهي لخلاص الإنسان. الأجير= إشارة لمن يحيا بروح العبودية، يعمل ليس عن حب بل طمعًا في أجر ولكن حتى من يحيا في بيت الله بروح العبودية ولا يفارقه، حتى هذا يشبعه الله. يفضل عنه الخبز= إشارة لوفرة الشبع (روحيًا ونفسيًا وجسديًا).
أقوم وأذهب إلى أبي= هذه تُحسب للابن الضال (الابن الشاطر) إذ لم يؤجل توبته، ورجوعه، بل قام فورًا. وكم من أناس أجلوا توبتهم للغد ولم يأتي الغد وهلكوا (مثل فيلكس الوالي أع24:24-25). إجعلني كأحد أجراك= لاحظ أنه شاعر بعدم الاستحقاق إذ كان قد أخذ نصيبه من قبل وبدده، لكن الآب في محبته لم يسمح له بأن يقول هذه العبارة (آية21). فقام وجاء إلى أبيه= هو نفذ التوبة فورًا ولاحظ محبة الآب وقبوله. تحنن.. ركض.. وقع على عنقه وقبله بالرغم من قذارته ونجاسة الخنازير التي كان يحيا معها. هذه القبلات الأبوية كعلامة للمغفرة اشتهتها عروس النشيد (نش 2:1) وتشتهيها كل نفس. ولاحظ كلمات الاعتراف أخطأت، لقد انتهت الكبرياء. أخطأت إلى السماء= هو تعبير عبري. والله يعرف كل شيء ولكنه ينتظر هذا الاعتراف. رجوع الأب لابنه هو تطبيق لقول الكتاب "ارجعوا إليَّ أرجع إليكم" (زك3:1 + يع8:4). فلماذا قيل أن الأب وقع على عنقه بالذات؟ لاحظ أنه قيل عن شعب إسرائيل "فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُمِيلُوا أُذُنَهُمْ، بَلْ قَسَّوْا أَعْنَاقَهُمْ لِئَلَّا يَسْمَعُوا وَلِئَلَّا يَقْبَلُوا تَأْدِيبًا" (إر17: 23). فقسوا أعناقهم أي لم يستجيبوا لعمل الروح القدس معهم، ولم يُغيِّروا إتجاههم ولم يعودوا بالتوبة إلى الله. أما الابن الضال فلم تكن له الرقبة الغليظة بل إستدار وعاد إلى الله. فالعنق اللين الذي يستدير عائدًا إلى الله هو تعبير عن التوبة. إذًا معنى وقوع الأب على عنق ابنه تعنى فرحته بتوبته. ولاحظ أن كلمة توبة تعنى قرار بتغيير الفكر والنية.
وإذا كان لم يزل بعيدًا= مع أول خطوة للخاطئ التائب يقترب الله عدة خطوات. فهذا الضال كان مازال في عريه ونجاسته وخزيه، لكن إذ قرر العودة، أشعره الله بقبوله، وبقبلات الصفح والمحبة ليشجعه.
الحلة الأولى= رداء البر الذي حصلنا عليه في المعمودية أولًا، لذلك تسمى التوبة= معمودية ثانية.
خاتمًا في يديه= علامة عودته للبنوة والسلطان على الحصول على المواهب الإلهية ثانية (فالخاتم يستخدم في ختم أوراق صرف النقود).
حذاءً في رجليه= قارن مع حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام (أف15:6) فكلمة الإنجيل تنقي وتحفظ "سراج لرجلي كلامك" فعبيد الآب (كهنوت الكنيسة الذي قبل الاعتراف وأعلن الغفران الإلهي بفم الكنيسة، ويعطي التعليم لكل نفس بكلمات الله) عملهم هو التعليم، تعليم كلمة الله التي [1] ترشد في أثناء السير [2] تحفظ القدم من وعورة الطريق.
قدموا العجل المسمن= إشارة لتقديم المسيح نفسه ذبيحة على الصليب وذبيحة يومية في سر الإفخارستيا. وهو مسمن فهو دسم الحياة الروحية. فنأكل= هذه علامة إتحادنا مع المسيح في سر الإفخارستيا. ونفرح= فرح المسيح هو في عودة الخاطئ وإتحاده به بعد انفصال. وهنا الفرح سيكون في السماء كلها (لو10:15)= فابتدأوا يفرحون.
ابني هذا كان ميتًا فعاش= الخطية هي الموت (رؤ1:3+ يو25:5+ أف1:2+ أف14:5). وبهذا نفهم أن الموت الجسدي ما هو إلاّ انتقال لحياة أفضل، طالما كان المنتقل يحيا حياة التوبة.الابن الأكبر= هذا هو ما قيل عنه كم من أجير لأبي" (آية 17) فهو ابن له كل الميراث، ولكنه يتخاصم مع أبيه بسبب جِدْيْ. ومازال هناك حتى الآن في الكنيسة من لهم روح العبيد هذه، ويتخاصمون مع الله بسبب أنهم يشعرون بأن الله حرمهم من (مال/ ترقية/ صحة/..إلخ). ويقولون نفس الشيء لم أتجاوز وصيتك وهذا شعور كثيرين إذ تصيبهم تجربة فيقولون لماذا ونحن لا نخطئ (بر ذاتي) ويقولون أيضًا ها أنا أخدمك= ويقول هؤلاء نحن الذين صمنا وصلينا وكنا نذهب للكنيسة. قد حرمنا الله من كذا وكذا هؤلاء يظنون أنهم أصحاب فضل على الله، هم يصومون ويصلون لا عن حب بل طلبًا لمكافأة. لا كبنين بل كعبيد، وهؤلاء يمتنعون عن الذهاب للكنيسة (مثل هذا الابن الأكبر) في تجاربهم= فغضب ولم يُرِد أن يدخل والابن الأكبر يرمز للكتبة والفريسيين الذين رفضوا قبول المسيح للعشارين والخطاة، واليهود عمومًا الذين رفضوا قبول الأمم. ولاحظ قوله ابنك هذا= علامة على الاحتقار (احتقار الفريسيين للعشارين والخطاة). خرج أبوه= محبة الله جعلته يطلب خلاص نفوس حتى هؤلاء المتكبرين.كل ما لي فهو لك= الله أعد نصيبًا ومجدًا لنا في السماء، فإن كنا نؤمن بهذا ونصدقه، هل نتخاصم مع الله، إذا حُرِمنا من أي نصيب أرضي، هذا يعادل غباوة الابن الأكبر الذي يقارن بين جدي، وكل أملاك الأب ومجده! سمع صوت آلات طرب= هو صوت السمائيين بالخاطئ الذي تاب، وصوت فرحة الكنيسة الأرضية بالغفران والفداء الذي حصلت عليه.

نلاحظ أن الابن الأصغر كان مرتدًا وهو خارج البيت مستسلمًا لشهواته ولكن الابن الأكبر كان مرتدًا وهو داخل البيت وظهر هذا في تركه البيت وغضبه وعدم اشتراكه في الوليمة ورفضه دخول البيت. وهو كان مرتدًا مع أنه داخل البيت لأنه عاش بروح العبيد أخدمك. ينتظر الأجر، بل أنكر فضل أبيه= لم تعطني جديًا. وهو عاش بروح البر الذاتي (خطية الفريسيين)= قط لم أتجاوز وصيتك. ومع هذا لاحظ محبة أبيه له وكلماته الرقيقة له، فهو يريد أن الجميع يخلصون.
الابنين ضلا، الأصغر إذ اشتهى اللذات الحسية ترك بيت أبيه، والأكبر اشتهى اللذات ولكنه ظل داخل البيت غير شاعر بالبنوة التي تعطيه كل ما للآب، ولكن ما للآب هو ما لا يرى أي المجد المعد في السماء. الابن الأكبر ليس له النظرة المستقبلية للأمور أي للسماء. وهذا ما سيشرحه السيد في مثل وكيل الظلم الآتي مباشرة في الإصحاح القادم، وبصورة أوضح في مثل لعازر والغني الذي يرفع أنظارنا إلى لحظة الانتقال والملائكة تحمل النفس للسماء.
رؤية أخرى لِمَثَل الابن الضال

الله خلق الإنسان ليعمل [1] في الأرض (تك5:2 + تك15:2). وهذا يناظر عملنا اليوم في أعمالنا وأشغالنا؛ [2] نعمل لمجد اسمه خصوصًا بعد أن صرنا في المسيح (أف10:2). والإنسان يُقَيَّم بقيمة عمله.
ما هو مقدار النجاح الذي ننجح به في أعمالنا؟ لكل واحد مواهبه (ذكاؤه/ قوته/ عمله/ خبراته..) ولكن كل هذا يقع في حيز المحدود لأن الإنسان محدود.
ولكن اتصالنا بالله، إذا كنا على اتصال بالله، فهذا ينقلنا إلى حيز اللامحدود. (مثل بطارية موصلة على مصدر شحن غير محدود، إن فصلتها ستعمل لمدة محددة ثم تنتهي شحنتها وتموت).
خلق الله آدم، وكان آدم على اتصال بالله فكان سيعيش للأبد ولكنه بسبب الخطية انفصل عن الله، فوقع في حيز المحدود فمات.
الإنسان المتصل بالله، يكون له شركة مع الروح القدس، منها يستمد قدرات لا نهائية، (2كو14:13+ زك6:4) لذلك تصلي الكنيسة في أوشية المسافرين وتقول "اشترك يا رب مع عبيدك في كل عمل صالح".
إحساس الإنسان بذاته وقدراته يفصله عن المصدر اللانهائي لكل شيء، فمهما كانت قدرات إنسان فهو لا يستطيع أن يقول "أستطيع كل شيء.. مع بولس الرسول.. ولكن يكمل "في المسيح الذي يقويني" (في13:4). لذلك فالطالب الذي يمتنع عن الكنيسة، هو معتمد على ذاته منفصل عن الله.
الابن الضال أخذ مواهِبَهُ وسافر إلى كورة بعيدة فخسر المصدر اللانهائي باتصاله بأبيه، ومن المؤكد أن أمواله ومواهبه ستنفذ ويدخل في مجاعة.
رجوعه إلى أبيه أعاده لحالة الاتصال مع الله:-
الحلة الأولى الله برره حين رجع إليه.
الخاتم= عاد نتيجة اتصاله يستمد كل شيء من المصدر اللانهائي، ليحصل على مواهب ثانية إذ قد تبرر.
حذاءً في رجليه= ليخرج للعمل المكلف به (أف10:2) (المواهب التي حصل عليها هي للخدمة).
العجل المسمنهو التناول والإتحاد مع الله ليكون نجاح العمل لا نهائي. نجاح غير محدود فالله يعمل معه.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لأجل صبرها هذا العجيب قد أستحقت أن تصير أمنا أجمعين
ثلاثة أمثلة عظيمة من كلمة الله
تشير عبارة " الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً " إلى مولد يسوع العجيب
ثلاثة أمثلة من العهد الجديد
ثلاثة آلاف شخص تم إنقاذهم فى ثلاثة أيام من قبل القوات البحرية الإيطالية ·


الساعة الآن 06:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024